الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز قطاع الرقائق في الفلبين

{title}
همزة وصل   -
واشنطن تعزز الروابط الاستثمارية مع أقدم حلفائها الآسيويين
دعت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو، إلى زيادة حادة في قدرة الفلبين على تجميع واختبار وتعبئة أشباه الموصلات، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز التعاون سريع النمو مع أقدم حلفائها الآسيويين.
ويوجد في الفلبين حالياً 13 مصنعاً لأشباه الموصلات مختصة في تجميع واختبار وتعبئة الرقائق المصنعة في أماكن أخرى.
وقالت رايموندو خلال مهمة تجارية واستثمارية أمريكية إلى الفلبين: «دعونا نضاعفها». وجاء هذا النداء، عقب تعهدات باستثمارات جديدة بقيمة مليار دولار في الفلبين، من شركات تتضمن مايكروسوفت ويونايتد إيرلاينز، التي كانت جزءاً من وفد تجاري قوي مكون من 22 شخصاً. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يحذر فيه المسؤولون الحكوميون والمحللون، من أنه يجب على واشنطن إضافة المزيد من المشاركة الاقتصادية إلى تعاونها العسكري والأمني مع الشركاء الآسيويين، إذا أرادت التنافس بنجاح مع الصين في المنطقة.
وتكافح الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ بكين في دول جنوب شرق آسيا، التي تكاملت اقتصادياً بشكل أكبر مع الصين، بعد غيابها عن اتفاقيات التجارة الإقليمية.
ولا تزال أمريكا هي المصدر الأكبر للاستثمار الأجنبي المباشر في جنوب شرق آسيا. لكن خروجها من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ عام 2017 في عهد الرئيس دونالد ترامب، وانهيار الركيزة التجارية لاتفاقية الإطار الاقتصادي للازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ العام الماضي، وهي مبادرة إدارة بايدن للشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة، ترك المجال إلى حد كبير للصين، حسبما قال محللون.
وقال ويليام تشونج، الزميل البارز في معهد إيسياس يوسف إسحاق، وهو مركز أبحاث في سنغافورة: «في ما يتعلق بالسرديات والدفع إلى الأمام، فقد سرقت الصين مسيرة الولايات المتحدة».
وقال إنه نظراً لأن واشنطن لم تكن جزءاً من أي من الاتفاقات التجارية التي تربط المنطقة، مثل الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ، التي جاءت بعد اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، والشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، فقد «أصبحت معزولة بشكل متزايد في المنطقة الاقتصادية الأكثر ديناميكية في العالم».
وعندما أطلقت الولايات المتحدة اتفاقية الإطار الاقتصادي للازدهار في المحيطين الهندي والهادئ في مايو 2022، وصفتها ريموندو بأنها «نقطة تحول مهمة لاستعادة القيادة الاقتصادية الأمريكية في المنطقة». وقالت إنها ستقدم للدول «بديلاً لنهج الصين». لكن في نوفمبر من العام الماضي، ألغت إدارة بايدن فجأة الركيزة التجارية للاتفاقية، بعد أن واجهت معارضة من الديمقراطيين في الكونغرس.
وقال تشونج: «بالنسبة لدول المنطقة، لن تقدم اتفاقية الإطار الاقتصادي للازدهار في المحيطين الهندي والهادئ، أي شيء جوهري دون تخفيض التعريفات الجمركية». «السبب الوحيد الذي يجعل الكثير من دول المنطقة لا تزال في الاتفاقية، هو أنها تريد إعطاء الولايات المتحدة إشارة بأنها تريد مشاركتها».
ومنذ تولى الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن، منصبه في يونيو 2022، كان يعمل بقوة على تعزيز تحالف بلاده مع الولايات المتحدة، في تناقض حاد مع علاقة سلفه رودريجو دوتيرتي الدافئة مع بكين.
لكن ماركوس يحتاج بشدة إلى الدعم لإعادة تنشيط اقتصاد بلاده، بما في ذلك تحديث البنية التحتية، وتعزيز الزراعة وإمدادات الطاقة، والتي كان يأمل في السابق أن يحصل على مساعدة الصين لتحقيقها.
وفي العام الماضي، انخفض الاستثمار الأجنبي الوارد إلى الفلبين بنسبة 6.6%، ليصل إلى 8.8 مليارات دولار، وفقاً للبنك المركزي في البلاد، وهو الانخفاض السنوي الثاني على التوالي. ومقارنة بالرقم القياسي البالغ 224 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي اجتذبته دول آسيان عام 2022، تسلط الأرقام الضوء على كيف تفقد الفلبين طفرة الاستثمار في التصنيع، التي حفزتها جهود الشركات العالمية «للتخلص من المخاطر»، وتنويع سلاسل التوريد بعيداً عن الصين.
وقال كيفن تشين، الباحث المشارك في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إن الإعلان عن خطط لاستثمارات أمريكية بقيمة مليار دولار «يساعد في معالجة المخاوف من أن العلاقات الثنائية الأمريكية في المنطقة تميل إلى الإفراط في التأمين» الدفاعي وحده.
وأضاف «ولكن المشكلة تكمن في أن الاستثمار الأجنبي المباشر وحده، لا يمكن أن يعوض غياب السياسات التجارية والاقتصادية الأمريكية المتماسكة في المنطقة. إنه لا يكفي لضمان أهمية أمريكا على المدى الطويل في المشهد التجاري بجنوب شرق آسيا».