يحبس مئات الآلاف من النازحين أنفاسهم ترقباً للهجوم البري الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أن الجيش مستعد لبدء العملية في رفح قريباً وسط أنباء عن سحب الجيش أحد ألويته من قطاع غزة للاستعداد للعملية العسكرية التي ستدوم 15 يوماً.
وأعرب إبراهيم خريشي السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة عن مخاوفه مما سيحدث في رفح لأن مستوى التأهب مرتفع للغاية. وقال إن البعض يغادرون وهم خائفون على عائلاتهم، لكنه غير مسموح لهم بالذهاب إلى الشمال وبالتالي هم محاصرون في منطقة محدودة جداً.
وقال سكان محليون في المدينة، في تصريحات منفصلة لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إنهم لا يعرفون ما مصيرهم في حال «قرر الجيش الإسرائيلي فعلياً شن عملية عسكرية على مدينة رفح». وأضاف الفلسطينيون أنهم يعانون كثيراً في المدينة التي تحتوي على أكثر من مليون ونصف إنسان غالبيتهم من النازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم والتوجه لرفح بناء على تعليمات الجيش الإسرائيلي.
في الأثناء، انسحب لواء «ناحال» في الجيش الإسرائيلي من غزة بعد مشاركته في العمليات القتالية بالقطاع على مدار 6 أشهر، وذلك تحضيراً للمشاركة في العملية العسكرية التي تصر عليها تل أبيب في مدينة رفح المزدحمة بالنازحين، وفق إعلام رسمي.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي عبر منصة «إكس»: «لواء ناحال، الذي قاتل لمدة 6 أشهر متواصلة في غزة، أكثر من أي لواء آخر، يغادر القطاع ويحل محله لواءان احتياطيان».
وعقد مجلس الوزراء العسكري الإسرائيلي اجتماعاً أمس لمناقشة تطورات الوضع في قطاع غزة، مع التركيز على الاستعدادات لعملية برية في رفح. وخلال الاجتماع، أعلن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي أن الجيش يخطط لتحركات عسكرية كبيرة في رفح قريباً، بعد عرض الخطط على المستوى السياسي.
عملية تدريجية
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن إسرائيل ستقوم بعمليات عسكرية «تدريجية» في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بدلاً من عملية شاملة، وذلك للحد من سقوط ضحايا من المدنيين.
وقال مسؤولون مصريون وإسرائيليون سابقون للصحيفة الأمريكية، إن إسرائيل «تخطط للمضي قدماً في العملية العسكرية في رفح على مراحل، على أن تشمل إخلاء الأحياء مسبقاً قبل بدء العمليات».
كما من المتوقع أن تقوم إسرائيل بـ«توجيه الأشخاص بالمنشورات وكما فعلت في المرات الماضية».
إجلاء المدنيين
وذكرت إذاعة «كان» العامة الإسرائيلية، أمس، أن العملية العسكرية الإسرائيلية الوشيكة في رفح، ستبدأ بإجلاء المدنيين، وقد تستمر لخمسة أسابيع.
وجاء في تقرير إذاعة «كان»، أنه خلال المرحلة الأولى من العملية البرية، سيتم نقل المدنيين من رفح بجنوب قطاع غزة، قرب الحدود المصرية، إلى مواقع أكثر أمناً. تأتي تلك التحركات تزامناً مع انتشار لقطات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت صفوفاً من الخيام البيضاء مربعة الشكل في مدينة خان يونس، التي تبعد عن رفح نحو 5 كيلومترات إلى الجنوب من قطاع غزة.
فقد نشرت وكالة «رويترز» صوراً من شركة «ماكسار تكنولوجيز» الأمريكية المتخصصة في التصوير عبر الأقمار الاصطناعية، تظهر مخيمات على أرض في خان يونس كانت خالية قبل أسابيع، فيما يعتقد أن هذه الخيم نصبها الجيش الإسرائيلي، لنقل سكان رفح إليها قبل هجومه المتوقع على المدينة.
قصف
وقال مسعفون أمس إن إسرائيل كثفت القصف الجوي على رفح مما أدى إلى مقتل 6 فلسطينيين على الأقل بعد أن قالت إنها ستجلي المدنيين من المدينة الحدودية في قطاع غزة استعداداً لعملية برية.
كما استأنفت القوات الإسرائيلية قصف المناطق الشمالية والوسطى من القطاع، وكذلك شرق خان يونس في الجنوب.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية شمال القطاع لليوم الثاني على التوالي منهية أسابيع من الهدوء النسبي هناك، وقالت إسرائيل إنها ماضية قدماً في خطط لشن هجوم شامل على معاقل «حماس» في رفح.
إلى ذلك، قالت وزيرة التنمية البلجيكية كارولين جينيز إن موظف إغاثة كان يشارك في جهود المساعدة التنموية البلجيكية قتل في قصف إسرائيلي على قطاع غزة.
وأضافت الوزيرة في بيان: «ببالغ الحزن والهلع، علمنا بوفاة زميلنا عبدالله نبهان (33 عاماً) ونجله جمال البالغ من العمر سبع سنوات، إثر قصف من الجيش الإسرائيلي في الجزء الشرقي من مدينة رفح».
تحقيق
إلى ذلك، دعا فريق من الدفاع المدني الفلسطيني، الأمم المتحدة، إلى التحقيق بشأن ما قال إنها جرائم حرب في مستشفى بغزة، وقال إنه جرى انتشال نحو 400 جثة من مقابر جماعية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الموقع.
وقال الدفاع المدني، في مؤتمر صحافي، «هناك حالات إعدام ميداني لبعض المرضى خلال إجراء عمليات جراحية لهم وارتدائهم ملابس العمليات بمجمع ناصر الطبي»، دون عرض أي أدلة، وفقاً لوكالة «رويترز». وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأنه أخرج في الأيام الثلاثة الأخيرة نحو 200 جثة لاشخاص قتلتهم القوات الإسرائيلية ودفنتهم في مقابر جماعية بمجمع مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس بقطاع غزة.