رعت سمو الأميرة سمية بنت الحسن ، مساء أمس الاثنين، في المنتدى الثقافي بمؤسسة عبد الحميد شومان، حفل إشهار المجلد التكريمي للدكتور زيدان كفافي.
وتحدث في حفل الإشهار رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مساد، والباحثة الألمانية سوزانة كيرنر، إضافة إلى الدكتور كفافي، فيما قدمهم وأدار الحوار الدكتور عمر الغول.
ويتضمن المجلد التكريمي الذي تفضل صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، بالتقديم له، مقدمة و21 فصلا، كتبها 28 باحثا أردنيا، وعربيا، ودوليا، من أصدقاء الدكتور كفافي وزملائه الذين عملوا معه وعرفوه في مناحي العمل الأثري والتراثي المختلفة خلال الخمسين سنة الماضية. فجاءت بعض الفصول استذكارا لمحطات من حياته وعمله، والتي تنوعت تنوعا واسعا، فشملت العصور الحجرية الحديثة، والعصر الحجري النحاسي، والعصور البرونزية، والعصور الحديدية، كما شملت جوانب عديدة مهمة من جوانب التراث الحضاري.
وهنأت سموها، في كلمة لها في الحفل، الدكتور كفافي على إشهار الكتاب الذي يوثق جهوده في علم الآثار خلال سنوات عمله في هذا المجال.
واستذكرت سموها مراحل دراستها تاريخ الآثار في جامعة لندن، وتشجيع سمو الأمير الحسن بن طلال لها لدراسة هذا التخصص، كذلك عملها عند عودتها إلى الأردن في دائرة الآثار العامة ومن ثم وزارة السياحة والآثار، إضافة إلى عملها الميداني وزياراتها إلى الأماكن التاريخية والأثرية في مختلف مناطق المملكة، حيث كان الدكتور كفافي الداعم والمساند لها في عملها، مثمنة جهوده في هذا المجال، ولما قدمه لفائدة وتوثيق التاريخ والآثار بالأردن.
الدكتور إسلام مساد أوضح أن كلية الآثار في جامعة اليرموك علامة فارقة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية، مشيرا إلى أن الدكتور كفافي إلى جانب زملائه في الكلية، كان لهم بصمة واضحة في ترسيخ دور الأستاذ الجامعي الأكاديمي.
وبين أن الدكتور كفافي نشر نحو 250 بحثا علميا في المجلات العلمية المرموقة، مثلما أنه نشرنحو 24 كتابا، كان آخرها كتابه الذي تضمن تعريفا وتثقيفا لطلبة المدارس حول آثار وتاريخ الأردن.
من جانبها أشادت كيرنر بدعم سمو الأمير الحسن والأميرة سمية لعلم الآثار والعلماء، مما انعكس إيجابا على الاكتشافات الأثرية والتاريخية في الأردن.
واستحضرت ذكرياتها وعلاقتها بالدكتور كفافي خلال دراستهما معا في جامعة برلين بألمانيا قبل ما يزيد على أربعين عاما، ثم معرفته به بعد ذلك من خلال تنقيباتها الأثرية والمهام الإدارية التي تولتها في الأردن، حيث قدم لها المساعدة والمشورة العلمية، منوهة بمكانة الدكتور كفافي العلمية.
وبينت أن علاقتها لم تنقطع مع الدكتور كفافي وعائلته عندما غادرت الأردن وعادت إلى بلادها، مشيرة إلى علاقتها الوجدانية مع الأردن.
وثمن الدكتور كفافي لسمو الأميرة سميه بنت الحسن رعايتها للحفل، مشيرا إلى دعم سموها المستمر وتشجيعها المتواصل لعمله وأبحاثه، الأمر الذي اعتبره أكبر تكريم له.
واستعرض الدكتور كفافي مسيرته التعليمية والعلمية، مقدما الشكر لجميع العلماء والمفكرين وعلى رأسهم سمو الأمير الحسن بن طلال ليكرموه بكتاب كتب فيه أصدقاء من الأردن والعالم العربي والعالم، مشيرا إلى أن مشاركة سموه في هذا الكتاب هي إعلاء من شأنه.
وكان عضو مجلس أمناء المؤسسة الدكتور عمر الجازي ألقى في بداية الحفل كلمة ترحيبية أشار خلالها إلى أن الدكتور كفافي قام بإجراء عشرات التنقيبات الأثرية، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات الأردنية والعربية والأوروبية.
وأكد الجازي، أن أهمية الكفافي العلمية لا تقتصر على سياق واحد، بل هو شخصية متعددة التأثير ولعل إسهاماته العديدة في التأليف، جعلته يسمى كاتب تاريخ الأردن القديم بلا منازع، فهو الذي كتب هذا التاريخ منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى مجيء الإسكندر المقدوني.
ويحتل الدكتور زيدان كفافي مكانة مميزة في حقل الدراسات الآثارية، ليس في الأردن فحسب، بل وفي المنطقة والعالم.
وأتم الدكتور كفافي دراسته لمرحلة البكالوريوس والماجستير في علم الآثار بالجامعة الأردنية، وحصل على الدكتوراه من جامعة برلين بألمانيا عام 1982.
بدأ كفافي العمل كعضو هيئة تدريس في معهد الآثار بجامعة اليرموك في العام 1982، وحصل على درجة البروفيسور في العام 1993. ومنذ عام 2009 تم تكليفه كعميد لكلية الآثار والانثروبولوجيا في جامعة اليرموك، حيث ساهم في تطوير برامج الدراسات المختلفة في الكلية واستقطب العديد من المشاريع الخارجية.
أشرف الدكتور كفافي على العديد من التنقيبات الأثرية في الأردن، وله العديد من المؤلفات المهمة في هذا المجال.