احتدمت المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان، أمس الاثنين، وسط محاولات جديدة للتوغل البرّي في أكثر من محور حيث تصدي لها مقاتلو «حزب الله» وأفشلوها، علاوة على قصف التجمعات العسكرية في المستوطنات والقواعد العسكرية وصولاً إلى العمق الإسرائيلي، فيما تكثفت الغارات الجوية الإسرائيلية مخلفة العديد من المجازر، بينما وقع رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي قراراً يقضي بتوسيع العملية البرية، في حين أكد «حزب الله» أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من «احتلال قرية لبنانية واحدة» حتى الآن.
تكررت المحاولات الإسرائيلية للتوغل داخل الأراضي اللبنانية من أكثر من موقع في القطاعين الغربي والأوسط، لاسيما في محور رامية، القوزح، عيتا الشعب، لكن مقاتلي «حزب الله» تصدوا لهذه المحاولات وأفشلوها، كما قصفوا تجمعات الجيش الإسرائيلي في الداخل الإسرائيلي بعدما سبق أن تصدوا لمحاولة تسلل من قبل قوة إسرائيلية كانت تحاول الدخول إلى بلدة عيناتا، واشتبكوا مع قوة أخرى عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة عيترون، في وقت عملت القوات الإسرائيلية على تفخيخ وتفجير عدد من المنازل التي تقع على أطراف بلدة عيتا الشعب المتاخمة للحدود.
وأعلن «حزب الله»، أن مقاتليه استهدفوا بصليات صاروخية، تجمّعاً لقوات إسرائيلية عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، بصليةٍ صاروخية، وتجمعاً آخر في موقع العباد، وقصفوا مدينة صفد ومستوطنة معالوت ترشيحاً بصليات صاروخيّة، وقاعدة تدريب للواء المظليّين في مستوطنة كرمئيل، كما نفذوا هجوماً جوّياً بِسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمّعٍ لقوات إسرائيلية في مستوطنة أفيفيم، وقصفها أيضاً بالمدفعية، وكذلك مستوطنة غورن. وكذلك أعلن «حزب الله»، أنه استهدف قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا ومنطقة الكريوت وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمالي مدينة حيفا، بصليات صاروخية.
من جهة أخرى، أفادت هيئة البث الإسرائيلية عن سقوط مسيّرة قرب نهاريا من دون تفعيل صفارات الإنذار، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية «سقوط صواريخ وشظايا في منطقة الجليل ما أدى إلى وقوع إصابات في موقعين وأضرار في الممتلكات»، وقال الجيش الإسرائيلي: «رصدنا 80 صاروخاً أطلقت نحو الجليل تم اعتراض بعضها وسقطت أخرى في مواقع مختلفة».
في المقابل، استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية، حيث أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدات عيتا الشعب، السماعية، المنصوري، باتولية، قلاوية والشهابية مما أدى إلى سقوط قتيلين، وتعرضت مدينة النبطية إلى غارة استهدفت مسجد حي البياض الأثري في المدينة ودمرته، كما نفذت غارة على صريفا أدت إلى سقوط 3 قتلى، وغارة على أطراف مخيم الرشيدية جنوبي صور.
ووجّه الجيش الإسرائيلي تهديداً جديداً إلى سكان 21 بلدة جنوبية بإخلاء المنازل والانتقال إلى شمال نهر الأولي، وفي البقاع، شن الطيران الحربي غارة بلدة حوش السيد علي في قضاء الهرمل، وغارتين على طاريا وشمسطار غربي بعلبك، في وقت بلغت حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على محافظة بعلبك الهرمل الأحد، 18 قتيلاً.
في غضون ذلك، أكد مسؤول في «حزب الله»، أمس الاثنين أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن إلى الآن من «احتلال قرية لبنانية واحدة» في جنوب البلاد، بعد أسابيع على تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية ضد الحزب وبدء عملية برية في 30 أيلول/سبتمبر، وقال مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف «بعد 45 يوماً من القتال الدامي وخمس فرق عسكرية ولواءين، وخمس وستين ألف جندي، ما زال الجيش الإسرائيلي عاجزاً عن احتلال قرية لبنانية واحدة».
إلى ذلك، أعلن جهاز الإطفاء الإسرائيلي أنه يعمل على إخماد حرائق اندلعت في بيت شيمش غرب القدس ناتجة عن «شظايا صواريخ اعتراضية أو صواريخ»، بينما أكد الجيش اعتراض صاروخ أطلق من اليمن.
وأكد بيان جهاز الإطفاء في منطقة القدس أن عناصره «يعملون على إخماد الحرائق.. توازياً مع عمليات إخماد النيران، يقوم عناصر الإطفاء بعمليات مسح إضافية في المنطقة للتحقق من عدم وجود حرائق أخرى وأضرار تسببت بها شظايا صواريخ اعتراضية/صواريخ»، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ باليستي على إسرائيل، استهدف «قاعدة ناحال سوريك العسكرية جنوب شرق يافا، كما أعلنت فصائل عراقية مسؤوليتها عن شنّ أربعة هجمات بمسيّرات ضد أهداف في شمال إسرائيل وجنوبها».