شنت روسيا هجوماً واسعاً بالمسيّرات والصواريخ، على العاصمة الأوكرانية كييف أمس الأربعاء، ودوت أصوات الانفجارات في مختلف أرجاء المدينة، فيما تعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بدعم كييف وتوعد «بردّ حازم» على كوريا الشمالية جراء انخراطها في الحرب مع روسيا، فيما أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أنّ بلاده لن تترك أوكرانيا تواجه «وحدها» روسيا.
وصعّدت القوات الروسية هجماتها على كييف أمس الأربعاء، وأطلقت وابلاً من المسيّرات والصواريخ في أول هجوم جوي مشترك لها على العاصمة الأوكرانية منذ أكثر من 70 يوماً، على ما أعلنت السلطات.
يأتي القصف واسع النطاق في لحظة حرجة على الصعيد الميداني، مع تقدّم القوات الروسية في الشرق، وتزايد المخاوف بشأن استمرار المساعدات الأمريكية في المستقبل بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وسمع شهود دوي انفجارات تتردد في أرجاء العاصمة الأوكرانية كييف بعدما وضعت القوات الجوية سائر البلاد في حالة تأهب، تحسباً لغارات جوية عقب شن روسيا هجمات صاروخية. وشوهد العشرات من سكان كييف يبحثون عن مأوى في محطة مترو أنفاق في وسط العاصمة.
وقال الجيش الأوكراني إن روسيا استخدمت صواريخ كروز أطلقتها من قاذفات استراتيجية بالإضافة إلى صواريخ باليستية في الهجوم، في أول هجوم صاروخي كبير منذ نحو شهرين.
من جهة ثانية، نفّذت أوكرانيا «عملية خاصة» ل«تصفية» ضابط في أسطول البحر الأسود الروسي قضى أمس الأربعاء، في انفجار سيارة مفخخة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إلى أراضيها.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لحلف شمال الأطلسي أمس الأربعاء، أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن ستواصل دعمها لأوكرانيا في الأشهر القليلة التي تسبق بدء رئاسة دونالد ترامب، وقال بلينكن خلال اجتماعه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في بروكسل، «إن مسألة نشر قوات كورية شمالية لدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا «تتطلب رداً حازماً».
وأضاف بلينكن، «إن العلاقة بين موسكو وبيونغ يانغ «متبادلة»، وهناك «قلق عميق بشأن ما تفعله روسيا أو قد تفعله لتعزيز قدرة كوريا الشمالية» من بينها قدرتها النووية.
وكانت أجهزة استخبارات كوريا الجنوبية قد أكدت مجدداً «مشاركة جنود كوريين شماليين في العمليات القتالية في كورسك الروسية».
وأكد بلينكن إن الإدارة الأمريكية الحالية «ملتزمة بمواصلة دعم أوكرانيا» لضمان قدرتها على القتال بفعالية في العام المقبل أو تعزيز موقفها في أي مفاوضات للسلام مع روسيا.
في حين، قال روته إن «روسيا لم تنتصر» في أوكرانيا، وأضاف «من الواضح أن علينا أن نفعل المزيد لضمان تمكن أوكرانيا من مواصلة القتال، ومنع بوتين من تحقيق مكاسب في أوكرانيا».
من جانبه، أكد أولاف شولتس أن ألمانيا لن تترك أوكرانيا تواجه وحدها روسيا. وقال أمام مجلس النواب الألماني إن أوكرانيا يمكنها الاعتماد على بلادنا وتضامننا. وأضاف: إحدى المهام التي تواجهنا في أوروبا واضحة جداً: علينا ضمان أن تكون لأوكرانيا، كونها دولة ديمقراطية وصاحبة سيادة، فرص جيدة. وفي الوقت نفسه، أعاد تأكيد معارضته استخدام كييف الأسلحة الألمانية بعيدة المدى لصد الأراضي الروسية.