ذكرت تقارير إخبارية، أمس السبت، أن «حزب الله» يستخدم صاروخاً متطوراً ضد إسرائيل تم هندسته عكسياً من سلاح إسرائيلي استولى عليه في حرب سابقة، وفقاً لمسؤولين عسكريين إسرائيليين.
ويعتقد أن مقاتلي «حزب الله» استولوا على صواريخ «سبايك» الإسرائيلية الأصلية المضادة للدبابات خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان عام 2006، وجرى استنساخها، كما يقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون وغربيون وخبراء أسلحة. وبعد ثمانية عشر عاماً، يطلق «حزب الله» صواريخ «الماس» التي أعيدت تسميتها على القواعد العسكرية الإسرائيلية وأنظمة الاتصالات وقاذفات الدفاع الجوي بدقة وقوة كافية لتشكل تحدياً كبيراً للقوات العسكرية الإسرائيلية. ويعدّ صاروخ الماس مثالاً على الاستخدام المتزايد للأسلحة المستنسخة التي «تغير بشكل أساسي ديناميكيات القوة الإقليمية»، بحسب المحللين. وقال أحد المحللين لصحيفة «نيويورك تايمز»: «ما كان في يوم من الأيام انتشاراً تدريجياً لأجيال الصواريخ القديمة تحول إلى نشر سريع للتكنولوجيا المتطورة عبر ساحات القتال النشطة».
ونقلت التقارير عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أن صواريخ الماس كانت من بين مخزونات أسلحة «حزب الله» التي استولت عليها القوات الإسرائيلية منذ بدء اجتياحها لجنوب لبنان قبل نحو شهرين. وبرزت الصواريخ كبعض الأسلحة الأكثر تطوراً من ضمن ما وجد في مخبأ كبير من الذخائر، بما في ذلك صواريخ كورنيت المضادة للدبابات الروسية الصنع.
الماس هو صاروخ موجه لا يحتاج إلى رؤية مباشرة لخط العين للانطلاق من المركبات البرية والطائرات من دون طيار والمروحيات والأنابيب التي تطلق من على الكتف. إنه ما يسمى بصاروخ الهجوم الأعلى، ما يعني أن مساره الباليستي يمكن أن يضرب من فوق أهدافه مباشرة بدلاً من الجانب ويضرب الدبابات حيث تكون مدرعة خفيفة وضعيفة. وقال مسؤولون إسرائيليون: إن الماس هدد الوحدات والمعدات الإسرائيلية قرب الحدود اللبنانية.
وذكر تحليل أجراه مركز ألما للأبحاث والتعليم في إبريل، أن الصواريخ ستهدد مجموعة متنوعة من الأهداف عالية الجودة (وليس فقط الإسرائيلية) على نطاقات متزايدة. وبحسب التقارير، ظهر الماس لأول مرة بعد سنوات من انتهاء الحرب في لبنان في عام 2006. وبعد وقت قصير من انتهاء الحرب، فحص الجيش الإسرائيلي قائمة جرد للمعدات التي نشرها في لبنان.
وظهرت تباينات بين ما تم نقله إلى لبنان، وما أعيد وما تأكد أنه دمر في القتال.
وأصبح من الواضح أن نظام صواريخ سبايك بأكمله، بما في ذلك قاذفة وعدة وحدات صاروخية، قد ترك على الأرجح في الميدان، وفقاً لاثنين من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين.
ومنذ تلك اللحظة فصاعداً، عرفت إسرائيل أن هناك خطراً كبيراً من نقل الأسلحة إلى إيران، حيث يمكن تفكيكها وهندستها عكسياً. ويقوم «حزب الله» الآن بتصنيع صواريخ الماس في لبنان لتقليل اعتماده على سلاسل التوريد الإيرانية، وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين.