لماذا سمحت هيئة تحرير الشام لإسرائيل بالتوغل في أراضي سوريا؟

{title}
همزة وصل   -
فور سقوط نظام بشار الأسد عقب دخول عناصر الفصائل المسلحة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام إلى دمشق، تحركت إسرائيل واستولت على المنطقة العازلة مع سوريا وكثفت عملياتها براً وبحراً وجواً حيث دمرت نحو 80% من القدرات العسكرية السورية وسط رفض عربي وصمت تام من الفصائل المسلحة التي انشغلت بترتيب النفوذ والسلطة.
قصف مكثف للقدرات العسكرية
أعلن الجيش الإسرائيلي شنّ 480 غارة جوية في 48 ساعة على مختلف أنحاء سوريا أسفرت عن تدمير أهمّ المواقع العسكرية بما في ذلك مطارات ومستودعات وأسراب طائرات ورادارات ومحطات إشارة عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز أبحاث علمية وأنظمة دفاعات جوية، فضلاً عن منشأة دفاع جوي وسفن حربية في ميناء اللاذقية في شمال غرب البلاد.
وأمام القصف الوحشي وانتهاك سيادة سوريا صمت أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقاً) على الهجوم الإسرائيلي واكتفى بإطلاق التصريحات التي تحتفي بالنصر وسقوط النظام والمطالبة بمحاسبة رموزه في الوقت الذي يقصف فيه الطيران الإسرائيلي مواقع ليست بعيدة عن العاصمة دمشق.
منطقة منزوعة السلاح
وأمام صمت الفصائل المسلحة المسؤولة عن سوريا الآن، لم تكتف إسرائيل بقصف القدرات العسكرية السورية بل أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بإنشاء منطقة دفاعية خالصة منزوعة السلاح في جنوب سوريا ، وقال كاتس إنه ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أوعزا للجيش بإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا بعد سقوط الأسد حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب 1973.
رفض عربي للتجاوزات الإسرائيلية
خرجت بيانات الإدانة العربية للتوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية حيث أعربت الإمارات والسعودية ومصر وقطر والكويت والأردن والعراق وجامعة الدول العربية عن رفضها استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا بعد إعلانها عن انهيار اتفاقية فصل القوات مع دمشق إثر سقوط نظام بشار الأسد.
وأكدت الدول العربية الحرص على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، مشيرة إلى أن الاستيلاء يعد خرقا وانتهاكا للقوانين الدولية ولا سيما اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا والذي وقع عليه الجانبان في عام 1974، مؤكدة رفض دولة الإمارات القاطع لهذه الممارسات، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار.
تغير الموقف الأمريكي من الفصائل المسلحة
وربما تغير الموقف الأمريكي من الجولاني والفصائل المسلحة يفسر الصمت التام على الاعتداءات الإسرائيلية، حيث قال سامويل وربيرج، المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، في تصريحات لوسائل إعلام عربية إن الولايات المتحدة الأمريكية تراجع الآن تصنيف أبومحمد الجولاني (أحمد الشرع) وهيئة تحرير الشام وكل الجماعات في سوريا والتي كانت مصنفة سابقًا «منظمات إرهابية».
وأضاف وربيرج في مداخلة مساء أمس أن تصنيف أمريكا لبعض الجماعات «منظمات إرهابية» أو فرض بعض العقوبات على جهة معينة، ليس هدفًا في حد ذاته، ولكنه وسيلة للضغط على الشخص أو المجموعة لتغيير سلوكها، بما في ذلك العقوبات على روسيا وإيران وسوريا.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تراجع العقوبات والتصنيفات، لمعرفة هل أدت هذه العقوبات إلى تغييرات بالفعل أم لا؟.
التوغل الإسرائيلي في أراضي سوريا والصمت التام من هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة يضاعف المخاوف بشأن قدرة هذه الفصائل على حماية البلاد وتعزيز سيادتها.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير