تكنولوجيا تسلا تفك ألغاز انفجار برج ترامب

{title}
همزة وصل   -
استخدام سيارة تسلا مميزة لتنفيذ هجوم لم يكن أحد المشاهد المعتادة، كما جرى توثيقه أمام فندق دونالد ترامب في لاس فيغاس، ولكن يبدو أن تحرك الشركة ومالكها إيلون ماسك على الفور ساعد جهات التحقيق الأمريكية في فك طلاسم الهجوم خلال الوقت المناسب، على عكس ما قد يتطلبه الأمر في الأحوال المشابهة.
ووفق خبراء، فإن مجموعة من التكنولوجيا المتقدمة في السيارات الحديثة تمكن المحققين من حل الجرائم بسرعة أكبر، فبعد وقت قصير من اشتعال النيران في السيارة المستأجرة خارج فندق ترامب الدولي، أمر مالك شركة تسلا إيلون ماسك المديرين التنفيذيين بالتحقيق في الحادث.
وباستخدام كمية كبيرة من البيانات التي تنقلها المركبات، تمكن موظفو ومحققو تسلا من تحديد سبب الانفجار ومن أين انطلقت السيارة، وقال ماسك: إن معلومات القياس عن بعد كشفت كيف أن كرة النار «لا علاقة لها بالمركبة نفسها»، موضحاً أنها كانت نتيجة عبوة ناسفة، وفقاً لصحيفة تليغراف.
وفي الوقت نفسه، تمكنت الشرطة المختصة من تتبع رحلة السيارة من كولورادو إلى لاس فيغاس، باستخدام المعلومات من محطات الشحن التابعة لشركة تسلا.
ـ ماذا حدث أمام برج ترامب؟
كان سائق سيارة التي انفجرت خارج فندق ترامب في لاس فيغاس في يوم رأس السنة، من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي، حيث خدم لما يقرب من عقدين من الزمن، وكشفت وسائل إعلام أمريكية أنه يُدعى ماثيو ليفلسبرجر، وعثر على جثمانه داخل السيارة بعد انفجارها، ويبدو أنه أطلق النار على نفذه قبل وقوع الانفجار ما يدل على استخدامه مؤقتاً للتفجير.
ويُعتقد أن ليفلسبرجر، البالغ من العمر 37 عاماً من كولورادو، واستأجر السيارة عبر تطبيق Turo، وهي خدمة لتأجير السيارات، قبل أن يضع بها متفجرات على شكل ألعاب نارية ووقود التخييم.
وتشير التقارير إلى أنه متخصص في الاستخبارات والعمليات، وادعى في ملفه الشخصي على موقع "لينكد إن" أنه قضى 19 عاماً في الجيش، 18 منها في القوات الخاصة. وتشير التقارير إلى أنه كان لديه عدة عناوين في كولورادو، حيث داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي واحداً على الأقل الأربعاء.
ـ مؤيد لترامب
وتشير منشوراته على فيسبوك إلى أن منفذ تفجير تسلا كان من مؤيدي ترامب ومتحمساً للألعاب النارية، بعد أن شبه عروض الألعاب النارية ذات مرة بـ«أصوات المعركة»، ومن المرجح أيضاً أن يدرس المسؤولون ما إذا كان ليفلسبرجر قد اختار عمداً سيارة من صنع إيلون ماسك، نظراً لعلاقة الملياردير مع الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب.
وقال ماسك: «إن الانفجار يبدو عملاً إرهابياً على الأرجح»، مضيفاً في بيان: «أكدنا أن الانفجار نتج عن ألعاب نارية كبيرة جداً و/أو قنبلة تم وضعها في السيارة المستأجرة، ولا علاقة له بالمركبة نفسها». واستدل على ذلك بالقول «كانت جميع أجهزة القياس عن بعد للمركبة إيجابية وقت الانفجار».
وأدت الهجمات إلى تشديد الإجراءات الأمنية في المدن الكبرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك نيويورك، وقال إريك آدامز، عمدة نيويورك، على موقع إكس: إنه سيكون هناك إجراءات أمنية مشددة حول برج ترامب وتايمز سكوير.
ـ سياسة الخصوصية
وتنص سياسة الخصوصية لتسلا على أن الشركة تجمع مجموعة كبيرة من القراءات، بما في ذلك معلومات السرعة وعداد المسافات وبيانات الشحن وإشارات الموقع، وفي ظروف معينة، تنقل السيارات أيضاً مقاطع فيديو من ثماني أو تسع كاميرات مدمجة، والتي يستخدمها برنامج القيادة الذاتية الخاص بها، ولضمان تنبيه السائقين.
وتؤكد تسلا أن البيانات تكون مشفرة، وتستخدم إلى حد كبير لتحسين منتجاتها. ومع ذلك، يمكن الوصول إلى البيانات الشخصية في ظروف معينة، كما في حالة «الأحداث المتعلقة بالسلامة».
وعلى سبيل المثال، تقوم السيارات تلقائياً بنقل مقاطع فيديو للحوادث، بينما يمكن أيضاً تحديد موقع السيارة أثناء حالة الطوارئ، وتدرج شركة تسلا الامتثال لـ«طلبات إنفاذ القانون والطلبات الحكومية الأخرى» ضمن الأسباب التي قد تؤدي إلى وصولها إلى البيانات الشخصية.
كما تقوم المركبات أيضاً بتخزين سجل بمكان إعادة شحنها، مما يسمح للشرطة في هذه المناسبة بتتبع رحلة السائق مثلما حدث في انفجار لاس فيغاس، وقال كيفن ماكماهيل، عمدة مدينة لاس فيغاس، الأربعاء: «نعلم أن السيارة مستأجرة في كولورادو.. لقد تمكنا من تتبعها من خلال محطات شحن تسلا».
ـ نعمة أمنية
وقبل بضع سنوات فقط، لم تكن الشركة المصنعة للمركبة تقدم سوى القليل من المساعدة لجهات إنفاذ القانون، خاصة بعد خروج السيارة من خط الإنتاج.
ومع ذلك، فإن المركبات الحديثة المتقدمة قادرة على توفير تدفق من البيانات في الوقت المطلوب، وبالتالي تشكل عامل حسم في تحقيقات الشرطة، وعلى سبيل المثال، تمتلك سيارات تسلا مجموعة من أجهزة الاستشعار والكاميرات وأجهزة الإرسال المحمولة التي تجمع لقطات القيادة والمعلومات التشخيصية.
وهذا يمكّن السيارات من «نقل حالتها بشكل مستمر»، وفقاً لمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي من ماسك، الذي أضاف: «كانت جميع أجهزة القياس عن بعد للمركبة إيجابية وقت الانفجار».
وساعد محققو البيانات في إثبات أن الاشتعال، الذي أدى إلى إصابة سبعة أشخاص، لم يكن نتيجة حريق في البطارية، كما كان مشتبهاً به.
وانفجار لاس فيغاس ليس المرة الأولى التي يتم فيها استخدام البيانات التي سجلتها سيارات تسلا في عمل الشرطة، فقد تم استخدام لقطات من وضع "حراسة المركبة"، والذي يعمل ككاميرا أمنية عندما تكون السيارة مقفلة ومتوقفة، في العديد من التحقيقات.
واستخدمت الشرطة في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، مقطع فيديو التقطته سيارة من طراز إكس لتوجيه الاتهام إلى شخصين في جريمة قتل العام الماضي.
ورغم ما قد يعتبره البعض انتهاكاً للخصوصية، فإن هذه البيانات التي تسجلها السيارت قد تكون بمثابة نعمة أمنية، مع تزايد اعتماد الشرطة بشكل متزايد على السيارات الحديثة لمعالجة الجريمة.
ـ تشابه لافت
ورغم التشابه بين منفذ تفجير تسلا، ومرتكب عملية الدهس في نيو أورليانز، فقد استبعد مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» وجود صلة بين الحادثين.
وتشير أوجه الشبه إلى أن مفجر سيارة تسلا ليفلسبرجر، ومنفذ عملية نيو أورليانز استأجرا السيارتين عبر التطبيق نفسه Turo، كما أن كليهما من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي، والأغرب أنه وفقاً لصحيفة التليغراف فقد خدما في نفس القاعدة العسكرية، وإن لم يتضح بعد ما إذا تزامنت فترة خدمتهما.
ويقول متحدث باسم شركة تورو: «إنها تتعاون بشكل نشط مع سلطات إنفاذ القانون أثناء التحقيق في كلا الحادثين»، مضيفاً: «لا نعتقد أن أياً من المستأجرين المتورطين في هجمات لاس فيغاس ونيو أورليانز كان لديه خلفية إجرامية من شأنها أن تحدد هويتهما كتهديد أمني»، وشدد على أن الشركة «ملتزمة بالحفاظ على أعلى المعايير في إدارة المخاطر، وذلك بفضل تقنيات الثقة والسلامة ذات المستوى العالمي، وفريق العمل الذي يضم متخصصين في مجال إنفاذ القانون».
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير