كشف الصحفي شارل أيوب، المقرب من نظام البعث السوري وأحد الصناديق السوداء للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أن بشار قتل صهره العماد آصف شوكت لأن اسمه كان مطروحًا للرئاسة السورية كبديل عنه، كما قتل معظم أركان نظام أبيه ونظامه دون أن يرف له جفن.
وقال أيوب – الذي ظهر في مقطع فيديو بثه برنامج "فوق السلطة” على قناة "الجزيرة"- إنه قابل ذات مرة بشار الأسد بطلب من مستشاره الخاص، وبعد اللقاء أخبره بأن "سوريا ليست ذاهبة في طريق الخير وأنها ذاهبة نحو السقوط”.
وأضاف أنه يعرف كل الأعمال التي قام بها بشار والأوامر التي كان يعطيها لتصفية خصومه، وعدّد هذه الأعمال من قتل آصف شوكت، والذي كان نائبًا لوزير الدفاع ورئيسًا للاستخبارات العسكرية، إلى قتل رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في الجيش السوري اللواء رستم غزالة، واللواء جامع جامع الذي كان آخر رئيس لفرع الاستخبارات العسكرية السورية في بيروت قبل مغادرة الجيش السوري لبنان في أبريل عام 2005.
كما أكد أيوب أن بشار الأسد هو من دفع وزير داخليته غازي كنعان إلى الانتحار يوم 12 أكتوبر 2005. وكشف أيضا أن بشار دفع آخرين إلى الموت قهرًا أو المرض.
من هو آصف شوكت؟
جدير بالذكر أن آصف شوكت، هو سياسي وعسكري سوري، وهو صهر الرئيس المخلوع بشار الأسد بزواجه من شقيقة بشار الكبرى بشرى.
شغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية (إحدى أقوى الأجهزة الأمنية في سوريا). وتمت ترقيته إلى رتبة عماد في يوليو 2009 وأصبح نائبًا لرئيس الأركان، ثم عين نائبًا لوزير الدفاع في أغسطس 2011، واستمر في المنصب حتى مقتله في يوليو 2012.
وكان آصف شوكت شخصية أمنية بارزة في سوريا، حيث كان يعتمد عليه الرئيس الأسبق حافظ الأسد في العديد من المهام، أبرزها حماية ابنته بشرى الأسد التي تزوجها لاحقًا.
وعارض باسل الأسد (شقيق بشرى) هذا الزواج وعمل على منعه بسبب كون شوكت متزوج وكبير بالسن وغير مناسب لابنة رئيس ، لكن آصف وبشرى تزوجا في 1995 بعد مقتل باسل في حادث سير.
وبعدما أَصبحَ بشار الأسد رئيسًا لسوريا في يونيو 2000 وذلك بعد وفاة والده حافظ الأسد، بات شوكت يُعتبر على نطاق واسع من أرفع الشخصيات في سوريا.
تم تعيين شوكت في عام 2001 في منصب نائب مدير الاستخبارات العسكرية وهي واحدة من أهم فروع أجهزة المخابرات السورية. وركّز في عمله على التنسيق مع الجماعات الفلسطينية وحركات المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي، كما لعب دورًا مهمًا في الوصاية السورية على لبنان.
وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001، عمل على ربط الاتصال بباقي أجهزة الاستخبارات العالمية مثل استخبارات في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها وذلك للاطلاع على كل التفاصيل.
وبحلول فبراير 2005 تمت ترقية شوكت إلى مدير شعبة الاستخبارات العسكرية خلفًا لحسن خليل. وقبل وقت قصير من الإعلان الرسمي عن ذلك تم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في انفجار سيارة مفخخة في بيروت في 14 شباط 2005.
وأظهرت فيما بعد تحقيقات الأمم المتحدة أن العبوة المُستعملة في التفجير تُظهر تورط شوكت في تلك المؤامرة. وتزايد الجدل حول شخصية آصف بعدما جمّدت الولايات المتحدة عام 2006 كل أصوله بسبب نشاطاته الخارجية في بلدان أخرى. وتوّرطَ كذلك في اغتيال عماد مغنية في دمشق يوم 12 فبراير 2008.
وبحلول يوليو 2009 تم إقالة آصف من منصب رئيس الاستخبارات العسكرية، وبالتالي تم تخليص النظام السوري من المشتبه به الرئيسي في التحقيق الدولي حول اغتيال الحريري.
لكنه حافظَ على رتبته كلواء وعُين في منصب نائب رئيس أركان القوات المسلحة، وبقي في هذا المنصب حتى سبتمبر 2011 عندما تم تعيينه كنائب لوزير الدفاع داود راجحة، وذلك بعد تعيين الأخير على رأس وزارة الدفاع.
وشيئا فشيئا أصبح شوكت شخصية مُهمة في وزارة الدفاع على الرغم من أن الجيش كان بحكم الأمر الواقع تحت سيطرة ماهر الأسد شقيق الرئيس.
وجنبا إلى جنب مع بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد، كانّ شوكت أبرز قادة مواجهة المعارضة السورية خلال مرحلة الثورة السورية التي بدأت في مارس 2011.
وبحلول مايو 2012؛ ادّعى أحد أعضاء الجيش السوري الحر في دمشق أنّه سمم 8 أعضاء في خلية الأزمة العسكرية التي شكلها بشّار الأسد لمواجهة الثورة، مشيرًا إلى أن العملية أسفرت عن مقتل 3 أفراد من الخلية على الأقل، وعلى رأسهم آصف شوكت، لكن تبين فيما بعد أنه نجا وبقي على قيد الحياة.
وفي 18 يوليو 2012، حضر شوكت اجتماع وحدة الأزمة العسكرية في مجلس الأمن القومي في الروضة التي تبعد بقليل عن العاصمة دمشق. وقُتل هناك خلال تفجير استهدف المجمع، بالإضافة إلى كلاً من داود راجحة وزير الدفاع، وحسن توركماني وزير الدفاع السابق، ومستشار عسكري، في حين نجا نائب الرئيس فاروق الشرع من الهجوم.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري وقتها أن الحكومة ستقوم بجنازة شرفية للقتلى على قبر الجندي المجهول في دمشق في 20 يوليو 2012. ولم يحضر بشار الأسد وشقيقه ماهر الجنازة حيث اكتفى الرئيس بإرسال ممثله فاروق الشرع.
ودُفن شوكت في محافظة طرطوس وحضر جنازته زوجته بشرى الأسد ووالدتها أنيسة مخلوف أرملة حافظ الأسد.