«مناوشات ثم إغلاق حدود».. ماذا يجري على الحدود السورية اللبنانية؟

{title}
همزة وصل   -
شهدت الحدود السورية اللبنانية حالة من التوتر على مدار اليومين الماضيين، بعد اشتباكات دامية، بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين، ما أدي إلى وقوع إصابات، قررت على إثرها السلطات الجديدة في دمشق فرضَ قيودٍ غير مسبوقة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها، فيما أكدت بيروت أنها تعمل على حل الأمر،
- نيران تحذيرية
وكان الجيش اللبناني أعلن في بيان، الجمعة، أن قوة تابعة له كانت تعمل على إغلاق «معبر غير شرعي» مع سوريا شرقي البلاد، تعرضت إلى إطلاق نار من مسلحين سوريين، متحدثاً عن وقوع «اشتباك بين الجانبين»، وأشار البيان اللبناني إلى أن الاشتباكات وقعت في منطقة معربون - بعلبك، عندما حاول أشخاص سوريون فتح المعبر بواسطة جرافة، فأطلقت عناصر الجيش نيراناً تحذيرية في الهواء، وأضاف: إنه إثر ذلك «عمد السوريون إلى إطلاق النار نحو عناصر، الجيش ما أدى إلى إصابة أحدهم، ووقوع اشتباك بين الجانبين».
في وقت لاحق، كشف الجيش اللبناني في منشور على منصة إكس عن «تجدُّد الاشتباكات في منطقة معربون - بعلبك الحدودية بعدما استهدف مسلحون سوريون، وحدة عسكرية بواسطة سلاح متوسط، ما أدى إلى تعرُّض 4 عناصر من الجيش لإصابات متوسطة»، وتسببت الاشتباكات الجمعة بإصابة خمسة جنود لبنانيين على الأقلّ.
تهريب أسلحة وعتاد
وأكد مصدر عسكري لبناني أن رجالاً سوريين مسلحين أوقفوا لفترة وجيزة من السلطات اللبنانية إثر الاشتباك.
الجانب السوري، أكد وقوع اشتباكات مسلحة قرب بلدة سرغايا بريف دمشق عند الحدود السورية – اللبنانية بين مهربين من البلدة، وقوات الهجانة التابعة للجيش اللبناني، وذلك خلال محاولة تهريب أسلحة وعتاد ثقيل عبر منافذ غير شرعية من سوريا إلى لبنان.
وأوضحت مصادر سورية أن الاشتباكات استخدمت خلالها أسلحة متوسطة، حيث كان المهربون يحاولون تهريب سيارات محملة بأسلحة مضادة للدروع وغيرها من المعدات العسكرية.
- خطوة احتجاجية
وأشارت مصادر لبنانية، إلى أن الإجراء السورية الجديدة بحق اللبنانيين، تأتي كـ«خطوة احتجاجية»، عقب المناوشات الحدودية، لكن مسؤول أمني لبناني مشرف على المعابر الحدودية، أكد أن الجهاز لم يتبلغ بأي «إجراء جديد من الجانب السوري، لكنه فوجئ بإغلاق الحدود».
وقال مصدر أمني آخر على معبر المصنع، وهو النقطة الحدودية الرئيسية بين البلدين: «يبدو أن هناك إجراءات جديدة من الجانب السوري تسمح فقط بعبور اللبنانيين الذين يحملون إقامة أو إذناً بدخول سوريا».
وكان يسمح للبنانيين دخول سوريا باستخدام جواز السفر أو الهوية، من دون الحاجة إلى تأشيرة دخول.
- المعاملة بالمثل
مصادر أمنية لبنانية، رأت أن الأمر لا رجعة فيه كونه تطبيقاً لمبدأ «المعاملة بالمثل»، أي اعتماد نفس الشروط التي يفرضها اللبنانيون على السوريين لجهة حيازة إقامة أو حجز فندقي.
وبحسب المتداول، فإنّ الإجراءات السورية الجديدة تتطلّب من اللبناني أن يكون حائزاً على إقامة سوريّة سارية المفعول، أو حجز فندقي ومبلغ ألفي دولار، أو موعد طبي مع وجود كفيل سوري، مع الإشارة إلى أن «أي مخالفة بالإقامة داخل الأراضي السورية ليوم إضافي تفرض على اللبناني غرامة مالية، مع منعه من دخول سوريا لمدة عام».
تعزيزات عسكرية سورية
ولم تقتصر الإجراءات السورية على فرض قيود على دخول اللبنانيين، بل قررت إدارة العمليات العسكرية في سوريا الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة الحدودية، حيث شوهدت آليات وعناصر أمنية منتشرة خاصة قرب بلدتي سرغايا ومعربون المقابلة لمنطقة بعلبك شرقي لبنان.
على الصعيد الرسمي، بحث قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع السبت، خلال اتصال هاتفي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، التصعيد الحدودي، مؤكداً أن الأجهزة المعنية قامت بكل ما يلزم لإعادة الهدوء على الحدود، ومنع تجدد ما حصل.
وتخترق الحدود اللبنانية السورية، ممرات غير شرعية عدة، شكلت لسنوات طرقاً لتهريب البضائع والسلاح أيضاً، فضلاً عن المخدرات التي شهدت تجارتها ازدهاراً خلال النظام السوري السابق.
وبحسب مصادر سورية، فإن السقوط المفاجئ للنظام السابق في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تسبب في انتشار أسواق لتجارة الأسلحة بأسعار منخفضة جداً، ما شكل فرصة كبيرة لتجارالأسلحة، لتهريبها إلى الجانب اللبناني مقابل أسعار مرتفعة.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير