مفاوضات الهدنة تناقش نقاط الخلاف وسط تفاؤل أمريكي

تكثفت، في الساعات الأخيرة، الجهود للتغلب على نقاط الخلاف بين حركة «حماس» وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يمهد لإنهاء الحرب، بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكداً أن «الموت والدمار في غزة أمر لا يطاق».

وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن تفاؤله، وأكد أن إبرام هدنة في قطاع غزة، والتي تُجرى مفاوضات غير مباشرة بشأنها في قطر، يبقى «قريباً للغاية». وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو في باريس، «في الشرق الأوسط، نحن قريبون للغاية من وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن».

وأمس الأربعاء، كشفت قناة «كان 11» العبرية عن وثيقة تُعد الأساس لمفاوضات صفقة تبادل الرهائن والأسرى، والتي نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صحة ما جاء فيها.

وذكرت القناة أنه تم تقديم الوثيقة بنسختها العبرية أمام مجلس الوزراء المصغر، لكنها لم تُكشف للجمهور حتى مساء أمس.

وتنص الوثيقة على إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة (الأحياء أو الأموات)، من المدنيين والجنود، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.

وتشمل المبادئ أيضاً تحقيق هدوء مستدام يقود إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإعادة إعمار القطاع.

وتحدد الوثيقة انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المركزية في قطاع غزة، خاصة «محور نتساريم»، مع تفكيك القواعد والمنشآت العسكرية، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود، عبر 600 شاحنة يومياً، بدءاً من اليوم الأول للصفقة.

كما تنص على إطلاق سراح الرهائن على مراحل، بدءاً من النساء، حيث يتم إطلاق 3 محتجزات في اليوم الأول، و4 أخريات في اليوم السابع، ثم 3 محتجزين كل 7 أيام، بدءاً بالأحياء. وتطلب الوثيقة من حركة «حماس» تقديم قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، قبل تنفيذ الصفقة، وفق تقرير القناة الإسرائيلية.

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في رسالة إلى الجالية العربية في المملكة المتحدة إن «الموت والدمار في غزة أمر لا يطاق»، وأكد أن لندن تقود الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية. وأضاف ستارمر في كلمته للعرب البريطانيين: «منذ الانتخابات، قادت الحكومة البريطانية الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار. يجب أن يتوقف القتال، ويجب على حماس إطلاق سراح الرهائن، ويجب على إسرائيل ضمان وصول المزيد من المساعدات إلى غزة». وتابع: «نواصل دعوة جميع الأطراف للدخول في مفاوضات بحسن نية وإبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق».

وفي السابق، قالت الحكومة البريطانية إنها مستمرة في الضغط على إسرائيل لاتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب وقوع ضحايا مدنيين، ولضمان مرور المساعدات بحُريّة إلى غزة من دون قيود، واحترام وتمكين عمليات الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في غزة.