حذر علماء، كبار السن من الاستخدام المنتظم للباراسيتامول بسبب ارتباطه بحالات صحية مقلقة، مثل النزيف الداخلي وأمراض الكلى المزمنة.
وكشفت دراسة كبيرة أجراها خبراء من جامعة نوتنغهام عن وجود علاقة «تعتمد على الجرعة» بين استخدام مسكن الألم ومشاكل مميتة في الجهاز الهضمي والقلب والكلى، بحسب صحيفة ديلي ميل.
تابعت الدراسة صحة أكثر من نصف مليون شخص فوق 65 عاماً على مدى 20 عاماً، أظهرت أن أولئك الذين تم وصف الباراسيتامول لهم مرتين خلال ستة أشهر هم في خطر مرتفع بشكل خاص للإصابة بالمضاعفات.
عند مقارنتهم بمجموعة من الأشخاص في نفس الفئة العمرية، كان الذين حصلوا على هذا العدد من الوصفات الطبية أكثر عرضة للإصابة بقرحات المعدة وفشل القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى المزمنة.
كلما زاد استخدام الشخص للباراسيتامول، زادت احتمالية حدوث نزيف أو تمزق في قرحة المعدة، بحسب الدراسة.
يتم وصف مسكن الألم هذا غالباً لكبار السن لمساعدتهم في إدارة أعراض مجموعة من الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام، وكان يُعتقد أنه آمناً.
وجدت إحدى الدراسات في عام 2017 أن نوع الأضرار التي يسببها الباراسيتامول لخلايا الكبد مشابه لتلك التي يسببها الكحول مثل التهاب الكبد.
وفي الوقت نفسه، وجدت دراسات أخرى صلة بين الاستخدام طويل الأمد للمسكن وارتفاع ضغط الدم.
آلام المفاصل
تشير الدراسات إلى أن حوالي 90% من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 75 عاماً يتناولون الباراسيتامول بانتظام، لعلاج آلام المفاصل والعظام.
لكن مؤلف الدراسة الجديدة، البروفيسور وييا تشانغ، اختصاصي الأوبئة في المركز الوطني للبحوث الصحية والعلاج في جامعة نوتنغهام، قال إنه يجب على المرضى التفكير بعناية فيما إذا كانوا سيأخذون هذا الدواء بشكل منتظم.
وقال: «يجب أن يتم النظر بعناية في استخدام الباراسيتامول كمسكن ألم أولي للحالات طويلة الأمد مثل هشاشة العظام لدى كبار السن»، مضيفاً أن الأدلة تظهر أن له تأثيراً ضئيلاً في تخفيف الألم.
ولطالما كان يُعتقد أن الباراسيتامول أقل ضرراً على الجهاز الهضمي مقارنةً بمسكنات الألم المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين.