أطلق علماء من جامعة نوتنغهام تحذيرًا جديدًا بشأن الاستخدام المنتظم لعقار الباراسيتامول، وهو أحد أكثر مسكنات الألم شيوعًا في العالم، مشيرين إلى ارتباطه بمشاكل صحية خطيرة تشمل النزيف الداخلي وأمراض الكلى المزمنة.
وأوضحت دراسة تحليلية، تابعت صحة أكثر من نصف مليون شخص فوق سن الـ65 لمدة 20 عامًا، أن تناول الباراسيتامول بشكل منتظم يزيد من احتمالية الإصابة بقرحة المعدة، قصور القلب، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أمراض الكلى، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
وخلصت الدراسة إلى أن هذه المخاطر ترتفع بشكل ملحوظ مع زيادة الجرعات.
يشير البروفيسور وييا تشانغ، أستاذ علم الأوبئة وأحد مؤلفي الدراسة، إلى أن الدواء الذي يُعتبر الخيار الأول لتسكين الآلام الناتجة عن أمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل، له تأثير محدود على الألم، بينما قد يحمل مخاطر صحية جسيمة، موصياً بتقييم الفوائد والمخاطر بعناية قبل اعتماده كعلاج طويل الأمد.
وفقًا لتحديثات المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE) في المملكة المتحدة عام 2022، ينصح الأطباء بتجنب وصف الباراسيتامول بشكل روتيني لعلاج هشاشة العظام، وبدلاً من ذلك، يُوصى بالتمارين الرياضية كخط أول للعلاج، إلى جانب الكريمات المضادة للالتهاب عند الحاجة.
على الرغم من اعتقاد شائع أن الباراسيتامول أقل ضررًا على الجهاز الهضمي مقارنةً بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، إلا أن الدراسات الحديثة تظهر أنه قد يسبب تهيجًا وأعراضًا مثل حرقة المعدة والغثيان عند تناوله بجرعات كبيرة، كما يرتبط استخدام الجرعات العالية بارتفاع ضغط الدم ومشاكل الكلى والكبد.
تحذر هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) من تجاوز الجرعة الآمنة، وهي 500 ملغ لكل قرص أو كبسولة، بمعدل أقصاه ثمانية أقراص يوميًا.
وأشار خبراء إلى سهولة تجاوز الجرعة الموصى بها دون قصد، خاصة عند استخدام منتجات مختلفة تحتوي على الباراسيتامول.
تؤكد هذه النتائج ضرورة توخي الحذر عند استخدام الباراسيتامول، لا سيما بين كبار السن. ومع أن الدواء متوفر دون وصفة طبية، فإن استخدامه المنتظم قد يحمل مخاطر صحية جسيمة، ما يستدعي البحث عن بدائل آمنة وأكثر فعالية لإدارة الألم.