بعد الأبقار والقطط.. هل ينتقل فيروس إنفلونزا الطيور إلى البشر؟

{title}
همزة وصل   -
مع انتشار فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 على نطاق واسع في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، يخشى العلماء أن يصبح الفيروس على بعد بضع طفرات من التحول إلى جائحة محتملة تصيب البشر، حسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال».
وينتشر فيروس أنفلونزا الطيور H5N1 بين الأبقار في الولايات المتحدة، وهناك الآن سلالتان من الفيروس تنتشران بين الثدييات والطيور، حسبما تشير الصحيفة الأمريكية.
وعلى الرغم من أن عدد الحالات المؤكدة بين البشر لا يتجاوز 68 حالة، ومعظمها بين العاملين في مزارع الألبان، فإن مسؤولي الصحة العامة يعتقدون أن إنفلونزا الطيور منتشرة على نطاق أوسع.
وفي الأسبوع الماضي، وثق تقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ثلاث حالات من دون أعراض بين الأطباء البيطريين الذين اعتنوا بأبقار لم يكونوا يعلمون أنها مصابة بفيروس H5N1.
ومن الواضح أن العاملين في المزارع يصابون بالفيروس بشكل متقطع، لكن العلماء لديهم تخوف حقيقي من انتقال الفيروس بشكل مستمر من إنسان إلى إنسان.
طفرات جينية متوقعة
ويعتقد العلماء أننا ربما نكون على بعد بضع طفرات من ذلك، حيث يقول سكوت هينسلي، أستاذ في قسم علم الأحياء الدقيقة في جامعة بنسلفانيا والذي يعمل على تطوير لقاح ضد إنفلونزا الطيور: «إذا تمكن الفيروس من التكيف والبدء في الانتقال بين البشر، فقد ترتفع حالات الإصابة بين عامة السكان بشكل كبير بين عشية وضحاها».
وتشهد الولايات المتحدة أحد أسوأ مواسم الإنفلونزا في السنوات الأخيرة، ما يزيد من احتمال ظهور سلالة جديدة وأكثر قابلية للانتقال من إنفلونزا الطيور، وفق «وول ستريت جورنال».
إذا أصاب فيروسان نفس الشخص أو الماشية، فهناك احتمال إعادة ترتيب أو خلط أجزاء الجينات مما قد يؤدي إلى ظهور فيروس أكثر عدوى.
مفاجأة علمية
تؤكد سيما لاكداوالا، الأستاذة المساعدة في قسم علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة إيموري، أنها فوجئت بالتفشي الثاني لإنفلونزا الطيور بين الماشية.
وتقول: «أعتقد أن معظمنا كان يعتقد أنه حدث متقطع للغاية. ولكن هذا يعني بوضوح أن هناك احتمالاً مستمراً لانتشار فيروسات الطيور بين الماشية».
ومن جانبه، يقول هينسلي: «هذا تهديد كبير في الوقت الحالي.. نحن نعلم أنه لا يبعد سوى طفرة واحدة أو اثنتين عن الإصابة بمرض شديد الخطورة، وتكتسب فيروسات الإنفلونزا طفرات طوال الوقت».
في الوقت الحالي، لا يزال خطر الإصابة بإنفلونزا الطيور بالنسبة للأمريكي العادي منخفضاً ما لم يشرب الحليب الخام، أو يعمل في مزرعة، أو يتعامل مع الطيور النافقة.
وكان سوريش كوتشيبودي، وهو طبيب بيطري وأستاذ ورئيس قسم الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة في كلية الصحة العامة بجامعة بيتسبرغ، المؤلف الرئيسي لدراسة أجريت في ديسمبر2024، وثقت وفاة 10 قطط منزلية بسبب فيروس H5N1 في ولاية ساوث داكوتا.
ولم يكن من الواضح كيف أصيبت القطط بالفيروس، ولكن بعض الجثث كانت مغطاة بريش الطيور، حسبما توضح صحيفة «وول ستريت جورنال».
وحسب كوتشيبودي، فإن الدراسات التجريبية تشير إلى أن القطط يمكن أن تنقل الفيروس فيما بينها، وهذا يجعل من الممكن نظرياً أن تصيب الإنسان.
ويقول: «ما يجعل الوضع الحالي مختلفاً حقاً هو قوة ومدى العدوى».
ويلاحظ كوتشيبودي أنه كلما زاد عدد المضيفين الذين يصيبهم الفيروس، زادت احتمالية تحوره.
ويقول: «مع كل مضيف جديد، تصبح فرص التقاطه للطفرات اللازمة للانتقال من إنسان إلى إنسان أعلى بكثير».
جائحة قريبة؟
تمتلك الحكومة الفيدرالية الأمريكية مخزوناً محدوداً من اللقاحات ضد إنفلونزا الطيور التي يمكن استخدامها إذا بدأ الفيروس في الانتقال بين الناس.
لكن عملية زيادة إنتاج اللقاح قد تكون صعبة لأن لقاح الإنفلونزا يتم إنتاجه في بيض الدجاج.
ويقول هينسلي: «لذا إذا تسبب هذا الفيروس في حدوث جائحة، فمن المرجح ألاّ تكون بطيئة للغاية؛ بل من المرجح أن تكون عملية سريعة».
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير