وداعاً للقلق المزمن والاكتئاب.. الواقع الافتراضي يقدم علاجاً تفاعلياً فعالاً

{title}
همزة وصل   -
يعاني أكثر من 264 مليون شخص حول العالم اضطرابات الاكتئاب والقلق، مما يجعلها من أبرز مسببات العبء الصحي العالمي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
ومع ذلك، فإن التطورات التكنولوجية الحديثة مثل الواقع الافتراضي (VR) تقدم أملاً جديداً لعلاج هذه الاضطرابات النفسية بفاعلية وابتكار.
ما هو الاكتئاب؟ ولماذا لا يجب الاستهانة به؟
الاكتئاب ليس مجرد حزن عابر أو تقلب مزاجي، بل هو اضطراب نفسي معقد يتمثل في مشاعر طويلة الأمد من الحزن وفقدان الحافز والغضب، تؤثر سلباً في حياة الشخص اليومية.
وقد يتفاقم الاكتئاب إذا لم يُعالج، مما يؤدي إلى تدهور نوعية الحياة وزيادة العزلة.
كيف يساعد الواقع الافتراضي في علاج الاكتئاب؟
في الوقت الذي تتطور فيه تقنيات العلاج النفسي، أصبح الواقع الافتراضي أداة فعّالة في تقديم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) للأشخاص الذين يعانون الاكتئاب.
مميزات العلاج بالواقع الافتراضي:
يوفّر بيئات غامرة وآمنة للتجربة والتفاعل
يمكن استخدامه في العلاج الفردي أو الجماعي.
يساعد على إعادة هيكلة التفكير السلبي من خلال التصورات التفاعلية.
يتيح تجارب حسية ووجدانية مثل التعامل مع حيوانات افتراضية أو تقمّص أدوار مختلفة.
ابتكار روسي يفتح آفاقاً جديدة لمرضى الاكتئاب والقلق
في خطوة رائدة تمثل نقلة نوعية في عالم الطب النفسي، طور باحثون في جامعة سيتشينوف الطبية الروسية تطبيقاً مبتكراً يعتمد على تقنية الواقع الافتراضي، بهدف دعم علاج المرضى الذين يعانون الاكتئاب، اضطرابات القلق، والمشكلات النفسية الجسدية.
يقوم التطبيق بدمج التمارين النفسية السلوكية مع مؤثرات بصرية وسمعية داخل بيئة افتراضية مريحة نفسياً، مثل مناظر طبيعية خلابة أو غرف علاجية هادئة.
وخلال الجلسة، يرتدي المريض نظارات الواقع الافتراضي ليظهر أمامه معالج افتراضي ثلاثي الأبعاد يوجهه بطريقة تفاعلية، باستخدام تمثيل مرئي لكيفية أداء تمارين الاسترخاء أو التنفس العميق، مما يُمكّنه من تطبيقها بدقة.
تمارين تفاعلية تُشاهد وتُمارس
يؤكد دميتري بيتيلين، الأستاذ المساعد بقسم الطب النفسي في الجامعة، أن التطبيق لا يقتصر على التوجيه الصوتي فقط، بل يعرض العضلات التي يجب شدّها أو إرخاؤها بشكل ثلاثي الأبعاد، مما يعزز من فهم المريض للتمرين ويزيد من دقته في التطبيق.
نتائج واعدة.. وتحسن في نسب التفاعل والاستجابة
أظهرت التجارب السريرية الأولية تحسناً ملحوظاً في مستويات التوتر والانزعاج لدى المرضى، كما أبدوا تقبلاً كبيراً للعلاج عبر الواقع الافتراضي.
ويعمل الفريق المطور حالياً على توسيع نطاق البرنامج ليشمل سيناريوهات علاجية متعددة، تغطي طيفاً أوسع من الاضطرابات النفسية والسلوكية.
التوجه العالمي: دمج الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي في الطب
يتماشى هذا الابتكار مع التوجّه العالمي المتزايد نحو دمج التكنولوجيا في الرعاية الصحية النفسية، حيث تسهم هذه الأدوات في تعزيز فاعلية العلاج، تقليل الاعتماد على الأدوية، وتقليص الفجوة بين المريض والمعالج.
وكشفت الدراسات أن دمج النشاط البدني مع الواقع الافتراضي يحقق تأثيراً مضاعفاً في تقليل أعراض الاكتئاب، خاصة عند المشاركة في أنشطة اجتماعية افتراضية.
كما يتم استخدام هذه التقنية في تدريب المهارات الاجتماعية، وهو ما أثبت فعاليته أيضاً في علاج التوحد وتحسين جودة حياة المصابين بالاكتئاب.
هل يمكن للواقع الافتراضي أن يساعد في علاج القلق؟
القلق هو اضطراب نفسي شائع قد يتحوّل إلى مرض مزمن إذا لم يُعالج.
وهنا يبرز دور العلاج بالتعرض باستخدام الواقع الافتراضي (VRET) الذي يمنح المرضى فرصة التفاعل الآمن مع مثيرات الخوف في بيئة خاضعة للرقابة.
ومن خلال التعرض التدريجي للمثيرات المقلقة، يتعلم الدماغ كيف يتفاعل بشكل أكثر هدوءاً، مما يؤدي إلى تراجع أعراض القلق بمرور الوقت.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير