رمضان يضيء شوارع مصر بزينته المبهرة وطقوسه الروحانية

{title}
همزة وصل   -
خلال شهر رمضان المبارك، تختلف الأجواء في شوارع مصر بشكل كبير، حيث تتحول إلى حالة من الفرحة والبهجة التي ليس لها مثيل في الأيام الطبيعية من السنة.
تأتي أغلب شوارع العاصمة «القاهرة» مزينة بزينة رمضان، التي تتدلى بين العمارات في الشوارع الجانبية والعمومية، إلى جانب المصابيح الملونة التي تضفي نوعاً مختلفاً من الإضاءة عما هو معتاد.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل تستغل المحال التجارية، أجواء رمضان وزينته للترويج لمنتجاتها، حيث تسهم في نشر مظاهر البهجة في الشوارع أيضاً.
فلا تخلو أي من المحال التجارية، بمختلف أنواعها، من الأضواء الملونة والفوانيس المعلقة التي تعكس روح الشهر الكريم.
ومع أذان المغرب، تتحول هذه الشوارع إلى مشهد مضيء يعكس جمال الأجواء الرمضانية.
إضافة إلى الشوارع والأحياء العادية في القاهرة والمحافظات، هناك بعض المناطق التي تتميز بالأجواء الرمضانية الخاصة، وتعد مزاراً للسياح خلال الشهر الكريم، مثل خان الخليلي، الموسكي، وشارع المعز. لا تقتصر الأجواء في رمضان على الزينة والاحتفالات فقط، بل تمتد إلى الجوانب الروحانية أيضاً، حيث تزدحم المساجد بالمصلين خلال صلاة التراويح، ويمتلئ الأفق بأصوات الأذان مع حلول موعد المغرب.
ومن المشاهد المميزة الأخرى في الشوارع خلال هذا الشهر مشهد إفطار الصائمين، حيث تقوم بعض الأماكن الخاصة والمقاهي بتجهيز موائد الإفطار المجانية للفقراء والمحتاجين، في صورة تعكس روح التكافل الاجتماعي التي يتميز بها الشهر الفضيل.
أسواق وبضائع
وتزدحم الأسواق الرمضانية بالناس الذين يتوافدون لشراء مستلزمات العيد والاستمتاع بوجبات الإفطار.
وفي الأسواق الشعبية مثل الحسين والعتبة، تتنوع البضائع التي تتعلق بشهر رمضان، بدءاً من ملابس العيد إلى الحلوى التقليدية مثل الكنافة والبقلاوة، فضلاً عن الزينة الرمضانية التي تضفي بهجة خاصة على الأجواء.
وتشهد المدن والقرى المصرية تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والدينية، مثل الأمسيات الرمضانية التي تشمل عروضاً موسيقية وإنشاداً دينياً.
كما تعرض بعض الأماكن الأفلام المصرية القديمة خلال ليالي رمضان، مما يضيف متعة خاصة للأجواء الرمضانية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع، إن الشوارع المصرية خلال شهر رمضان تشهد تغيراً جذرياً في العديد من الجوانب، حيث تتحول إلى ساحات اجتماعية وروحانية، وتكتسب بعداً ثقافياً خاصاً.
وأضاف أن هذا التغير يظهر بوضوح من خلال الزينة، والأنشطة الاجتماعية، والأطعمة الخاصة، مما يعكس ملامح الهوية المصرية في هذا الشهر، كما يبرز عمق التقاليد المصرية في مواجهة التحديات الحديثة.
أصل الفانوس
وبما يتعلق بالفانوس الرمضاني، أوضح د. أحمد عامر، خبير علم المصريات، أن بعض الباحثين يرجعون أصل الفانوس إلى العصر القبطي، حيث كان الناس يحملون المصابيح عند ذهابهم إلى الأديرة ليلاً.
وكان يُسمى في ذلك الوقت «فيناس»، مضيفاً أن الرواية الأكثر شيوعاً، كما ذكر المقريزي، تشير إلى أن الفانوس ارتبط بشهر رمضان خلال العصر الفاطمي، وتحديداً في 15 رمضان عام 362 هـ، عندما خرج المصريون حاملين الفوانيس والمشاعل لاستقبال الخليفة المعز لدين الله الفاطمي عند صحراء الجيزة.
وأكد أن الأجواء الرمضانية في الشوارع المصرية شهدت تغيراً ملحوظاً بفعل التقدم التكنولوجي والعولمة، حيث أصبحت الشوارع المصرية اليوم مزيجاً من العادات القديمة، مثل المسحراتي والموائد الرمضانية التقليدية، والتغيرات الحديثة.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير