
قد يؤدي تقليل أو التخلص من السكر في النظام الغذائي إلى فقدان الوزن والعديد من الفوائد الصحية الأخرى.
ولكن في حالة الأشخاص الذين يعتمدون على السكر أو يعانون من إدمانه، قد يؤدي تقليل استهلاك السكر إلى ظهور العديد من أعراض الانسحاب غير المريحة.
يمكن لأعراض انسحاب السكر أن تجعل من الصعب جداً على مدمني السكر التحرر من رغبتهم الشديدة في تناول الحلويات.
ويعد فهم أسباب انسحاب السكر وكيفية التعامل مع أعراضه أمراً ضرورياً للأشخاص الذين يسعون لتحسين صحتهم وتصحيح علاقتهم باستهلاك السكر، بحسب موقعVery well health.
أضرار الامتناع المفاجئ عن السكريات
يحدث انسحاب السكر بشكل عام بسبب انخفاض مستويات الدوبامين في الدماغ نتيجة تقليل تناول السكر المضاف.
قد يلجأ الدماغ للاعتماد على الكميات الزائدة من السكر التي تدخل إلى الجسم ويجد صعوبة في العمل بشكل طبيعي بدونها.
بالإضافة إلى التغيرات في كيمياء الدماغ، يؤدي التخلص من السكر أيضاً إلى تغييرات في مستويات الطاقة.
وتقوم أجسامنا بتحويل السكر إلى طاقة، لذلك قد يؤدي انخفاض كمية السكر المستهلكة إلى الشعور بالإرهاق والتعب، بغض النظر عن عدد ساعات النوم التي تحصل عليها.
أعراض تظهر بعد الامتناع عن السكر
تتعدد الأعراض المرتبطة بانسحاب السكر من الجسم وتشمل الآتي:
القلق
العلاقة بين السكر والقلق معقدة للغاية بسبب تأثير السكر على كيمياء الدماغ.
يمكن لاستهلاك السكر أن يؤثر بقوة على إنتاج الدماغ للدوبامين وهو ناقل عصبي مرتبط بشكل وثيق بمشاعر المتعة والمكافأة.
عند تناول كمية كبيرة من السكر، يتم إفراز الدوبامين، مما يؤدي إلى الاعتماد عليه.
وعندما يتوقف السكر فجأة، ترتفع أعراض القلق بشكل حاد بسبب الانخفاض الحاد في مستويات الدوبامين.
الإرهاق
السكر وبالتحديد جزيء الجلوكوز، هو ما يمد أجسامنا بالطاقة.
معظم الأطعمة التي نتناولها تتحلل إلى سكريات بسيطة وتستخدمها خلايانا كمصدر للطاقة.
أما الأطعمة الغنية بالسكر فلا تتطلب الكثير من التحلل في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى زيادة الطاقة.
وبالرغم من أن طاقة الأطعمة السكرية لا تدوم طويلاً، فإن فقدان هذا المصدر السريع للطاقة قد يؤدي إلى شعور مزعج بالإرهاق وانخفاض مستويات الطاقة عند الإقلاع عن السكر.
الغثيان
يمكن أن تؤثر التغيرات في التوازن الكيميائي للدماغ ومستويات السكر في الدم بشكل كبير على الشعور بالغثيان.
كثير من الأشخاص الذين يتوقفون عن تناول السكر يشتكون من الشعور بالغثيان أو حتى القيء بسبب التغيرات في مستويات الدوبامين وسكر الدم.
تغيرات المزاج
يلعب الدوبامين دوراً رئيسياً في تنظيم مزاجنا.
قد تؤدي بعض التغيرات إلى تقلبات أو اضطرابات مزاجية، لأن مستويات الدوبامين والسيروتونين تتأثر بالتوقف المفاجئ عن تناول السكر.
ويعاني العديد من مدمني السكر من تقلبات مزاجية حادة ومفاجئة أو تفاقم أعراض الاكتئاب.
مشاكل في التركيز
مع انخفاض مستويات الدوبامين، يجد العديد من محبي السكر صعوبة في التركيز وقد يعانون مما يُعرف بـ«ضباب الدماغ». وعندما يقترن ذلك بانخفاض إمدادات الطاقة الناتجة عن غياب السكر، يصبح من الصعب التركيز على المهام المعقدة.
مشاكل في النوم
يمكن أن تتأثر دورات النوم بسهولة لأسباب عديدة، بما في ذلك التغيرات في النظام الغذائي وكيمياء الدماغ.
وفي حالة إدمان السكر، يشتكي كثيرون من صعوبة النوم أثناء محاولتهم الإقلاع عن السكر أو عند اتباع حميات غذائية منخفضة السكر.
تأثير الانقطاع عن السكر على الحالة النفسية
عادةً ما يستمر انسحاب السكر من بضعة أيام إلى عدة أسابيع.
يمر كل شخص بتجربة الانسحاب بطريقة مختلفة، وتعتمد شدة الأعراض على ما إذا كنت قد أوقفت تناول السكر بشكل كامل أم قمت بتقليله تدريجياً.
تشمل الأعراض الشائعة في المراحل المبكرة من انسحاب السكر أعراضاً جسدية مثل الصداع والإرهاق والغثيان.
أما الأعراض النفسية فتشمل التهيج والقلق وتقلبات المزاج وتدهور الصحة النفسية بشكل عام.
التدرج في الامتناع عن السكر
للأسف لا يوجد حل سهل لأعراض انسحاب السكر.
عليك ببساطة تحمّل الأعراض والالتزام بتجنب السكر حتى لا تبدأ الدورة من جديد.
وإذا وجدت صعوبة في التخلص من السكر بشكل كامل، حاول تقليله تدريجياً أو اتبع نظاماً غذائياً منخفض السكر.
هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل شدة هذه الأعراض.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخيارات لا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية.
تأكد من استشارة طبيبك بشأن أعراض انسحاب السكر قبل تجربة هذه الطرق.