همزة وصل -
حذر مسؤولون أوروبيون، إسرائيل من اتخاذ إجراءات انتقامية بعد اعتراف دول كبرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا بدولة فلسطين، مؤكدين أن الاعتراف هو خارطة طريق سياسية لحل النزاع، فيما وصفت الولايات المتحدة اعتراف عدد من حلفائها الرئيسيين، بدولة فلسطينية بأنه «استعراضي».
ووجه مسؤولون أوروبيون كبار تحذيراً شديد اللهجة إلى إسرائيل؛ إذ طالبوها بعدم اتخاذ خطوات مضادة رداً على اعترافات الدول بالدولة الفلسطينية، حسبما نقلت القناة 12 الإسرائيلية.
وأوضح المسؤولون الأوروبيون لإسرائيل أن الحديث بعد تزايد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية لا يجري عن «مكافأة للإرهاب» أو «عقاب لإسرائيل»، وإنما عن «خارطة طريق سياسية» لحل يفيد المنطقة. وقال المسؤولون الأوروبيون لنظرائهم الإسرائيليين: «إسرائيل سترتكب خطأ إذا ردت على اعترافنا بالدولة الفلسطينية بإجراءات دبلوماسية قاسية». وأضافوا: «من المؤسف أننا سنضطر أيضاً إلى الانجرار لخطوات انتقامية، ولن نغض الطرف عن مسألة الضم (ضم إسرائيل للضفة الغربية) وسنطرحها على جدول الأعمال، وإذا أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته تدمير الشيء المستقر الذي بنوه في الشرق الأوسط، فسوف يتحملون العواقب».
ومن جانبها، حذرت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إسرائيل من ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، كرد فعل على قرار المملكة المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين. وقالت خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قبيل مشاركتها في المؤتمر، إنها أوضحت لنظيرها الإسرائيلي أن حكومته يجب ألاّ تستخدم هذا الاعتراف ذريعة لضم الضفة، مشددة على أن القرار يعكس حرص بريطانيا على أمن إسرائيل والفلسطينيين وحماية السلام في الشرق الأوسط. وكانت الرئاسة الفرنسية حذرت، الجمعة، من أن أي خطوة إسرائيلية لضم الضفة الغربية ستُعتبر «خطاً أحمر واضحاً» بالنسبة لباريس.
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الاعتراف بدولة فلسطين «مكافأة لحماس»، بحسب ما نقلت عنه المتحدثة باسمه. وأضافت كارولاين ليفيت أن الرئيس سيتحدث اليوم الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن هذا القرار الذي اتخذته دول عدة بينها فرنسا، ليقول إنه مجرد «كلمات وليس أفعالاً ملموسة». وكان أحد المتحدثين باسم الخارجية الأمريكية قال مشترطاً عدم كشف هويته: «لا يزال تركيزنا منصباً على الدبلوماسية الجادة وليس اللفتات الاستعراضية. أولوياتنا واضحة: إطلاق سراح الرهائن وأمن إسرائيل والسلام والازدهار للمنطقة بأسرها الذي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت خالية من حماس».
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن تسويته إلا على أساس حل الدولتين. وأضاف: «إننا نواصل التزامنا بالقرارات الأساسية لمجلس الأمن الدولي والموقف الدولي بشأن إمكانية تسوية القضية الفلسطينية الإسرائيلية على أساس حل الدولتين». وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أن الصين تشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد المستمر للأوضاع في غزة، مشيرة إلى أن استمرار العنف يؤدي إلى مزيد من المعاناة الإنسانية وتدهور الأوضاع في المنطقة.



