يحرص الجميع على الحفاظ على حياة صحية سليمة وجسم مثالي، خصوصاً خلال وبعد شهر رمضان الفضيل، إذ تتردد الكثير من الأسئلة عن كيفية تجنب زيادة الوزن خلال الشهر الكريم رغم الصيام، والبعض الآخر يبحث عن الغذاء والأطعمة المناسبة للصحة والصيام في آن واحد، كما يحاول تجنب الأطعمة الضارة والمؤثرة.
ويؤكد الدكتور أحمد لمعي، استشاري جراحة السمنة والتجميل، أن شهر رمضان فرصة للتغلب على داء السمنة وتبعاته كالتخمة واضطرابات الجهاز الهضمي، والتي تؤثر على صحة الجسد ونشاطه، وبالتالي على أداء العبادة في هذا الشهر الفضيل، مشيراً إلى أن التنوع في الأطعمة وأنواع الحلويات، يزيد الإغراءات لالتهام كميات كبيرة من الطعام، ما يسبب زيادة في الوزن والسمنة، وأن عدم التوازن بين كمية السعرات الحرارية المكتسبة من الطعام والجهد البدني المبذول، يتسبب في زيادة في الوزن بشكل غير مرغوب، تتراكم معه الدهون، ما يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض كارتفاع الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وخشونة المفاصل، والانزلاق الغضروفي، وأمراض القلب والشرايين، وجلطة الدماغ، وضعف الإنجاب لدى النساء.
ونصح الدكتور لمعي، بمراعاة كمية السعرات الحرارية المتناولة خلال ساعات الليل بحيث تكون أقل من احتياج الفرد، ويقدر متوسط الاحتياج اليومي للبالغين بقرابة 2500 سعرة حرارية للذكور، و2000 سعرة حرارية للإناث، موضحاً أن العادات الغذائية السليمة لها فوائد عدة، أهمها المساهمة في إنقاص الوزن التدريجي خلال رمضان، اليسر والسهولة في أداء العبادات، النوم الخفيف والعميق وزيادة معدل النشاط وسهولة الحركة.
وأشار الدكتور لمعي، إلى أن من أبرز تحديات الصائم، الانتظام على ممارسة الرياضة، للتخلص وحرق الدهون المتراكمة بالجسم، إذ قد يشعر البعض بالخمول أو الرغبة في النوم لساعات طويلة خلال النهار، ويعانون ليلاً من الأرق وقلة النوم بسبب التخمة نتيجة تناول الوجبات الدسمة، أو قضاء وقت طويل أمام شاشات التلفاز، لذلك يُنصح بتقسيم الوجبات الغذائية إلى عدة وجبات صغيرة كوجبة إفطار خفيفة قبل صلاة المغرب، وأخرى كوجبة رئيسية بعد صلاة المغرب، ووجبة عشاء بعد صلاة التراويح، ومن ثم وجبة السحور، بحيث تكون كميات الطعام صغيرة تلبي حاجة الجسم ولا تصل إلى التخمة.
ولفت الدكتور لمعي، إلى الحرص على شرب الماء والعصائر الطبيعية بدون إضافة سكر، والابتعاد عن العصائر المحلاة والنكهات، والتقليل بشكل كبير أو تجنب تناول الحلويات الرمضانية المشبعة بالسكريات، والتقليل من الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة المقلية، وتناول الفواكه والخضروات والأطعمة المسلوقة والمشوية، مبيناً أن جميع هذه الممارسات تمد الجسم بالطاقة والفيتامينات والمعادن اللازمة لصحة أفضل، وتعين على أداء العبادات بيسر وهي غاية الجميع.
وأضاف:«بالرغم من أهمية الرياضة لإنقاص الوزن، إلا أنه ينبغي على الصائم اختيار الأوقات والأماكن المناسبة للممارسة، فالأوقات المناسبة للشخص الطبيعي لبداية التمارين الرياضية يفضل أن تكون قبل الإفطار بساعة، ليتمكن من الانتهاء قبل الإفطار بوقت وجيز، وكذلك من الأوقات المناسبة بعد تناول الطعام بـمدة من 2 - 3 ساعات».