بدأ العام الدراسي الجديد في الأراضي الفلسطينية رسمياً أمس، لكن جميع المدارس مغلقة في قطاع غزة وسط حرب مستمرة منذ 11 شهراً في غياب أي مؤشر على اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي حرم أكثر من 600 ألف طالب وطالبة في غزة من مواصلة تعليمهم للعام الثاني على التوالي.
وأضافت الوزارة في بيان صحفي بمناسبة انطلاق العام الدراسي في مدارس الضفة الغربية والقدس المحتلة من دون قطاع غزة، أن «عدوان الاحتلال المستمر أسفر عن مقتل 10 آلاف طالب وجرح 15 ألفاً آخرين فيما اضطر 19 ألف طالب لمغادرة القطاع».
وذكرت أن «الجيش الإسرائيلي حرم 39 ألف طالب العام الماضي من امتحانات الثانوية العامة فيما صادر فرحة 58 ألف طفل بالالتحاق بالصف الأول من العملية التعليمية».
وأوضحت أن 400 من معلمي ومعلمات المدارس قتلوا وأن 90 % من مباني المدارس الحكومية البالغ عددها 307 مبان تم تدميرها.
وقالت وزارة التربية الفلسطينية: إنه «مع اقتراب عام كامل على بدء العدوان على غزة لا تزال مشاهد القتل والتدمير ماثلة أمام أعيننا وأمام أكثر من 600 ألف طالب حرموا من مواصلة حقهم في تعليمهم الحر والآمن».
وأوضحت أن «الحال في قطاع غزة لا يختلف عن واقع حال التعليم في القدس الذي لا يزال تحت وطأة سياسات فرض هوية الاحتلال».
وذكرت أن الأمر ذاته ينطبق على المناطق المسماة (ج) وحتى على مراكز المدن والمخيمات التي باتت مسرحاً لعمليات عسكرية.
وأفادت بأنه «رغم اتساع دائرة الاستهداف تمضي الوزارة بكل أمل نحو حماية التعليم وتوفير كل الفرص للأطفال في قطاع غزة حيث تعكف الوزارة على إطلاق مدارس افتراضية وفتح مدارس في الضفة للطلبة من غزة».
وبينت أهمية توفير ما أمكن من تعليم «لو كان ذلك داخل خيم متداعية»، مشددةً على «تمسكها في حق التعليم الذي هو نهج وممارسة وليس ترفاً وتنظيراً وشعارات».
وحولت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، التي تدير ما يقرب من نصف مدارس غزة، أكبر عدد ممكن من هذه المدارس إلى ملاجئ تؤوي آلاف الأسر النازحة.
فريسة للاستغلال
وقالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في «الأونروا»: «كلما طالت فترة بقاء الأطفال بعيداً عن المدارس زادت صعوبة تعويض ما فاتهم من تعليم وصاروا أكثر عرضة لأن يصبحوا جيلاً ضائعاً وفريسة للاستغلال بما في ذلك عمالة الأطفال».
وأطلقت «الأونروا» الشهر الماضي برنامج «العودة إلى التعلم» في 45 من مراكز اللجوء التابعة لها، حيث قام معلمون بإعداد ألعاب وقصص وأنشطة فنية وموسيقية ورياضية للمساعدة في تحسين الصحة النفسية للأطفال.