استشهد 18 فلسطينيا وأصيب آخرون، مساء الخميس، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مقهى شعبي في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأفادت الوكالة، بأن طائرات الاحتلال قصفت بصاروخ واحد على الأقل مقهى شعبي في حارة الحمام في مخيم طولكرم أثناء تواجد عدد من المواطنين، ما أدى إلى استشهاد 18 فلسطينيا وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، بحسب وزارة الصحة.
وأشارت إلى أن مركبات الدفاع المدني والإسعاف هرعت إلى المكان، حيث جرى نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم.
وأكد محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة أن مجزرة الاحتلال البشعة في مخيم طولكرم باستهداف من طائرة حربية لمقهى شعبي في المخيم، تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي تستهدف أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان.
وترحم طقاطقة على أرواح الشهداء، ناقلاً تعازي السيد الرئيس محمود عباس لذويهم وعائلاتهم وعموم أهلنا بمحافظة طولكرم وأبناء شعبنا بهذا المصاب الجلل، مؤكدا متابعة رئيس الوزراء محمد مصطفى لجميع الجهات المختصة من الطواقم الطبية وفرق الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر والدفاع المدني والجهات ذات العلاقة كافة للوقوف على آثار هذه الجريمة.
وأشار طقاطقة إلى أن هذه الجريمة لن تنال من عزيمة محافظة طولكرم وإرادة الشعب الفلسطيني الحرة لإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وطالب طقاطقة المؤسسات الدولية والحقوقية التحرك الفوري والعاجل لوقف جرائم الاحتلال، الذي يضرب عرض الحائط كافة المواثيق الدولية وقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بإصراره على ارتكاب مثل هذه الجرائم.
بدوره، وصف رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم فيصل سلامة ما حصل في مخيم طولكرم بأنه مسلسل إجرامي ومجازر ترتكب بحق أبناء شعبنا، نفذتها طائرات حربية استهدفت حي سكني وسط المخيم، ما أدى لاستشهاد العشرات وإصابات خطيرة جدا نقلت للمستشفى.
وأضاف أن من بين الشهداء الذين تم التعرف على هوياتهم: غيث رضوان سلامة، وطارق الدش، وناصر خريوش وزوجته وأولاده كون منزله ملاصق للمقهى المستهدف، وأيمن الطنجة، وشهداء من عائلتي نافع والعوفي، من بينهم أطفال وكبار سن يقطنون في حي الحمام الذي استهدف بالغارة.
وأشار سلامة إلى أن أعداد الشهداء والمصابين بازدياد، واصفا وضع المخيم بالمأساوي وتعمه حالة من الحزن على شباب وسكان المخيم الذي ارتقوا شهداء.
من جهتها، قالت المسعفة المتطوعة في جمعية الهلال الأحمر ديالا حدايدة: "شاهدنا مناظر صعبة عقب القصف، حيث تناثرت أشلاء أطفال وكبار في السن، وتطايرت على أسلاك الكهرباء، بالإضافة إلى وجود عدد من المواطنين تحت الأنقاض".
وأفادت مصادر محلية بأن طواقم الدفاع المدني والإسعاف تعمل عن انتشال عدد من المواطنين من تحت الأنقاض
وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية، الإضراب الشامل في المحافظات كافة، الجمعة، حدادا على أرواح شهداء طولكرم.
ومنذ بدء حرب الإبادة وعدوان الاحتلال الشامل في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، تعرضت مدينة طولكرم ومخيميها: طولكرم ونور شمس، لعدة اجتياحات من آليات الاحتلال وجرافاته، وقصف بالطائرات، ما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين، ودمار واسع في البنية التحتية.
وبلغ عدد الشهداء في المحافظة قبيل هذه المجزرة، 152 شهيدا، بينهم 21 طفلا و4 نساء، وفقا للمعطيات الصادرة عن وزارة الصحة.
الحكومة الفلسطينية تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف مجازر الاحتلال
طالبت الحكومة الفلسطينية، المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والحقوقية الأممية، التحرك العاجل لوضع حد لجرائم الاحتلال المستمرة يوميا في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، على ضوء الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم طولكرم مساء الخميس، والتي ارتقى على إثرها 18 فلسطينيا إضافة إلى عشرات المصابين.
وقالت الحكومة: "في الوقت الذي صوتت فيه غالبية دول العالم على قرار الجمعية العامة باعتماد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية والقاضي بإنهاء الاحتلال وإزالة آثاره خلال 12 شهرا، تأتي هذه المجزرة لتؤكد أن إسرائيل لا تكترث بالقرارات الدولية وتتعامل كقوة إجرام فوق القانون، وقد آن الأوان لأن يضع المجتمع الدولي حدا لهذه الجرائم المستمرة، والتي لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلا".
وأكدت الحكومة أن جهودها مستمرة لفضح جرائم الاحتلال دوليا وفي المحاكم الدولية، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المتصاعدة، مشددة على أن تهديدات الاحتلال وإجراءاته في تقويض مؤسسات دولة فلسطين لن تثنيها عن الاستمرار في جهودها لإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وحق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير.
فتوح يدين مجزرة الاحتلال في طولكرم
أدان رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بقصف إحدى مقاهي مخيم طولكرم والتي أسفرت عن استشهاد اكثر من 18 فلسطينيا والعديد من الاصابات.
وقال فتوح في بيان مساء الخميس، إن هذا العدوان الدموي الإجرامي واعدام المدنيين بدم بارد هو جريمة حرب و قتل جماعي وانتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، ويؤكد مجددا تصميم حكومة المتطرفين الإرهابية استهدافه الابرياء وإشباع غريزتها الاجرامية.
وشدد على أن صمت المجتمع الدولي كشف حجم النفاق في التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني وعمليات الإبادة والتطهير التي يتعرض لها، وهذا الصمت على جرائم الاحتلال وعمليات التطهير والإبادة في غزة كان سبب العدوان على لبنان وارتكاب المجازر بالضفة.
وطالب رئيس المجلس الوطني المجتمع الدولي باحترام القانون الدولي الانساني والتدخل فورا لوقف هذا الانفلات لحكومة الإرهاب اليمينية ومحاسبة قادة حكومة الاحتلال الفاشية على جرائمها.