قُتل ثلاثة إسرائيليين، بينهم امرأتان، أمس الاثنين، في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة كدوميم شرقي قلقيلية شمالي الضفة الغربية، سارعت، على إثرها تل أبيب، باتخاذ إجراءات عسكرية أغلقت بموجبها شمال الضفة، وأقرت مجموعة من العمليات «الهجومية والدفاعية» من شأنها إشعال الوضع المتدهور أصلاً.
وقال الجيش الإسرائيلي ومسعفون: إن مسلحين أطلقوا النار على مركبات بينها حافلة ركاب بالقرب من قرية الفندق شرق مدينة قلقيلية. وأكدت خدمة الإسعاف الإسرائيلية مقتل ثلاثة أشخاص «هم امرأتان ورجل». وأضافت أن القتيلتين في الستينيات من العمر في حين أن القتيل الثالث عمره نحو أربعين عاماً. وشن الجيش الإسرائيلي حملة تفتيش واسعة وأقام الحواجز وطوق عدة بلدات في المنطقة «لاعتقال المنفذين»، موضحاً أن الهجوم استهدف حافلة وسيارات مدنية. وقالت خدمة الإسعاف: إن مسعفيها نقلوا ثمانية أشخاص إلى المستشفى بينهم السائق الذي وصفت حالته بالخطرة وعمره 63 عاماً.
وأظهرت صور قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي منتشرة بالقرب من قرية الفندق، حيث وقع الهجوم إضافة إلى مركبات الإسعاف. وأظهرت الصور مركبة خاصة تهشم زجاجها جراء إطلاق النار كما ظهرت آثار الرصاص على حافلة كبيرة وسط الشارع.
ومساء أمس، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو اجتماعاً لتقييم الوضع الأمني في الضفة الغربية، صادق خلاله على مجموعة من العمليات «الهجومية والدفاعية». وفي أثناء ذلك أغلق جيش الاحتلال مدينة قلقيلية، وحاصر مدينة نابلس وبلدات شمالي الضفة، ودفع بتعزيزات عسكرية، وبدأ عمليات تمشيط بحثاً عن منفذي العملية.
وأشار وزير الجيش يسرائيل كاتس إلى أن «من يتبع طريقة «حماس» في غزة ويرعى قتل اليهود سيدفع ثمناً باهظاً»، معلناً إصدار تعليماته للجيش الإسرائيلي «للتحرك بقوة في أي مكان يتجه إليه القتلة» على حد تعبيره، فيما وصف وزير الطاقة إيلي كوهين، العملية ب«الصباح الصعب للغاية»، مؤكداً أن «جنين ونابلس يجب أن تعاملا مثل الشجاعية وبيت حانون»، في إشارة إلى التصعيد الكبير في التعامل مع المناطق التي يُعتقد أنها معاقل للفصائل الفلسطينية.
ووصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى موقع العملية في قرية الفندق، وهدد بتصعيد العمليات في الضفة الغربية المحتلة وبقتل منفذي العملية.
وجاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي أن هليفي أجرى تقييماً أمنياً للوضع في مكان العملية، حيث شرع الجيش في إجراء تحقيق أولي. ووصف هليفي العملية، في بيان مصور من موقع العملية بأنها «صعبة، حيث قتل فيها مدنيتان وشرطي»، وقال: «نحن في حرب شاملة وقوية ضد الإرهاب في يهودا والسامرة»، حسب تعبيره.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات الأولية تشير إلى أن منفذي الهجوم قدموا من جنين، وأن هوياتهم معروفة لدى الأجهزة الأمنية. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن اثنين من المنفذين ينتميان إلى جنين وقباطية، وأنهما على قائمة المطلوبين لإسرائيل.