
في إنجاز طبي غير مسبوق، نجح جراحون بمستشفى جامعة تايوان الوطنية في تايبيه في إجراء عملية زراعة قلب، تميزت بكون القلب المتبرع به لم يتوقف عن النبض طوال العملية، ما قلّل من الأضرار المعتادة المرتبطة بهذا النوع من الجراحات المعقدة، وفتح الباب أمام عصر جديد من زراعة القلب الخالية من نقص التروية.
تقليدياً، يتم إيقاف قلب المتبرع وتبريده بعد إزالته للحفاظ عليه قبل الزراعة، وهي مرحلة تُعرف بـ«الفترة الإقفارية»، والتي تنقطع فيها التروية الدموية عن القلب، ما قد يؤدي إلى تلف عضلة القلب ويزيد من احتمالية رفض العضو بعد الزراعة. ولكن الفريق استطاع تجاوز هذه المرحلة كلياً.
واستمر القلب في النبض دون انقطاع، من لحظة إزالته وحتى زراعته، بفضل نظام مبتكر يُسمى نظام صيانة الأعضاء (OCS)، وهو نظام استُلهم من تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم، ويعمل على ضخ دم مؤكسج للقلب طوال الوقت. وتم نقل القلب من غرفة إلى أخرى دون أن يتوقف، وهو أمر غير مسبوق في عالم زراعة الأعضاء.
وقال د. تشي ناي هسين، الطبيب المعالج في مركز القلب والأوعية الدموية بالمستشفى، خلال مؤتمر صحفي: «هدفنا كان إجراء زراعة قلب دون أي لحظة نقص تروية. أردنا الحفاظ على القلب نابضاً طوال الوقت لتفادي الإصابات الناتجة عن إعادة التروية».
نتائج مشجعة ومريضة تتعافى
خضعت أول مريضة للعملية في أغسطس الماضي، وغادرت المستشفى بعد فترة وجيزة، والآن تتمتع بصحة جيدة. وأظهرت فحوصاتها الطبية انخفاضاً في مستوى إنزيمات القلب، والتي عادةً ما ترتفع بعد عمليات الزرع التقليدية، في إشارة إلى سلامة عضلة القلب.
وأكد د. تشي أنه تم إجراء عملية زراعة ثانية بنفس الطريقة في وقت لاحق، وحققت نفس النجاح.