دمشق تدعو مجلس الأمن إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من أراضيها

{title}
همزة وصل   -
رفع وزير خارجية سوريا العلم الجديد أمام مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتنسحب من الأراضي السورية، فيما ركز اجتماع لمؤسسات مالية دولية على الحاجة إلى بيانات اقتصادية موثوقة من سوريا، في وقت أرسل العراق وفداً إلى دمشق لدراسة تشغيل خط أنابيب نفطي عبر سوريا.
وقال أسعد الشيباني في تصريحات بعد رفع العلم: «العالم بحاجة الآن إلى سماع متطلبات الشعب السوري، ونحن منفتحون على المجتمع الدولي ونتطلع إلى معاملتنا بالمثل». وأشار وزير الخارجية إلى أنه «مع زوال سبب العقوبات يجب رفعها وألا تبقى تستهدف حياة الشعب السوري، لأن رفعها سيساعد على إنعاش اقتصادنا». وشدد الشيباني أن السوريين في الداخل وفي الخارج لديهم آمال في إعادة بناء بلدهم مبيناً أن «شعبنا يستحق أن يعطى ثقة وهو محل لها».
وكتب الشيباني على حسابه على منصة «إكس»: «باسم سوريا، أقف اليوم في لحظة تاريخية تفيض بالكرامة، لأرفع علمنا السوري الجديد في هذا الصرح الأممي، للمرة الأولى بعد أن طوينا صفحة أليمة من تاريخنا». وأضاف: «هذا العلم الذي يرفرف اليوم في سماء الأمم المتحدة، لا يرمز فقط إلى دولة، بل إلى إرادة شعب صمد وناضل، ورفض الاستسلام، وآمن بأن الحرية والعدالة ليستا رفاهية، بل حق يُنتزع».
كما دعا الشيباني الجمعة، مجلس الأمن إلى «ممارسة الضغط» على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية، وذلك في أول كلمة له في الأمم المتحدة. وقال الشيباني: «نطلب من مجلسكم الكريم ممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب من سوريا»، معتبراً أن «العدوان» الإسرائيلي «المستمر» على بلاده «يقوض السلام والأمن اللذين نسعى إلى تحقيقهما». وأضاف «أعلنا مراراً التزامنا بأن سوريا لن تشكل تهديداً لأي دول (في) المنطقة والعالم بما فيها إسرائيل».
إلى جانب ذلك، رحب صندوق النقد والبنك الدولي بجهود «إعادة دمج» سوريا في المجتمع الدولي. وقالت كريستالينا جورجيفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي أمس الجمعة، إن مسؤولين من الصندوق ومن البنك الدولي ودول رئيسية التقوا مع مسؤولين من سوريا، لبحث الجهود المبذولة لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب، مؤكدين الحاجة إلى بيانات موثوقة.
وأضافت جورجيفا أن إعادة بناء مصرف سوريا المركزي، وتوسيع قدرة البلاد على توليد الإيرادات من القضايا الرئيسية الأخرى التي تمت مناقشتها خلال الاجتماع الذي عقد خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين.
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، الذي يرأس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية، إنه ممتن لصندوق النقد والبنك الدوليين لزيادة دعمهما لسوريا، مشيراً إلى أن دولاً أخرى «بحاجة إلى الدعم ومنها اليمن وفلسطين ولبنان».
وأضاف: ممتنون لصندوق النقد والبنك الدولي لتعزيزهما دعم سوريا وعلينا التحرك بحذر في ظل العقوبات. وأشار إلى أن الحديث عن سوريا خلال الاجتماع أعطانا مجدداً شعوراً بمدى ضرورة تحويلها إلى دولة مستقرة.
في أثناء ذلك، وصل وفد عراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري الجمعة إلى دمشق للقاء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ومسؤولين حكوميين، من أجل بحث التعاون في مجالات عدة بينها التجارة ومكافحة الإرهاب، على ما أفاد مكتب رئيس الوزراء العراقي. وقال مكتب محمّد شياع السوداني في بيان أن الوفد الذي يضمّ مسؤولين من وزارات الداخلية والنفط والتجارة وهيئة المنافذ الحدودية، سيبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز الترتيبات المتعلقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك، إضافة إلى توسعة فرص التبادل التجاري... ودراسة إمكانية تأهيل الأنبوب العراقي لنقل النفط عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط.
نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء الجمعة عن سيرغي ناريشكين رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي القول إنه عقد اجتماعاً بناء وودياً مع ممثل لم يتم الكشف عن اسمه لأجهزة المخابرات السورية. ونقلت تاس عن ناريشكين القول إن الاجتماع عُقد قبل أيام في باكو عاصمة أذربيجان، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتسعى روسيا إلى تعزيز وجودها العسكري في سوريا، حيث تشغل قاعدة جوية ومنشأة بحرية.
وقتل 11 مدنياً على الأقل في وسط سوريا أثناء مداهمات نفذتها قوات الأمن في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة، ما أثار حالة من الرعب بين السكان. وقال المرصد إن 11 علوياً، بينهم طلبة جامعيون، قتلوا في محافظة حمص بعد مداهمات نفذتها قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، على خلفية طائفية من دون أن تتضح الأسباب الفعلية لذلك. وأوضح المرصد أن ثلاثة من القتلى قضوا تحت التعذيب، إثر توقيفهم من قبل قوات الأمن.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير