
دعا رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، إلى اختيار رئيس حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن، مشدداً على أنه لم يعد هناك مجال لبقاء واستمرار حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، فيما أحال الدبيبة المراسيم التي أصدرها المجلس الرئاسي إلى النواب والوزراء ورؤساء الهيئات والمصالح والشركات العامة، في حين عدّ رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان أسامة حماد خطاب الدبيبة «محاولة بائسة لتزييف الواقع، والتنصل من المسؤولية».
وطالب صالح، خلال جلسة برلمانية، أمس الاثنين، حكومة الوحدة بالخروج من السلطة طوعاً أو كرهاً، والمثول أمام القضاء لاستخدامها القوة المفرطة على المتظاهرين السلميين، داعياً النواب إلى القيام بأدوارهم لتجنب حدوث فراغ في السلطة في المنطقة الغربية.
كما اعتبر صالح أن الحكومة شرّعت وجود الميليشيات المسلّحة الخارجة عن القانون ودعمتها بأموال الليبيين، وقامت بدمجها في أجهزة نظامية بدل تفكيكها، ثم خلقت صدامات بينها وسط مناطق السكان المكتظة في طرابلس.
وأردف:«ما حدث في طرابلس اليوميين الماضيين مأساة وجريمة بكل المقاييس، وخروج عن جادة الحكمة والصواب. من يفكر في إرهاب وتخويف شعبه ليس من حقه القيادة».
وبدأ البرلمان أولى خطواته لتشكيل حكومة جديدة، بعد اتساع دائرة الغضب الشعبي ضد حكومة الوحدة حيث شرع في فرز ودراسة ملفات المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، وقرر المجلس تعليق الجلسة إلى، اليوم الثلاثاء، لاستكمال النقاشات.
وتشكيل حكومة جديدة، محل خلاف داخل البرلمان، حيث أعلن 26 نائباً من إقليم برقة في بيان، رفضهم تشكيل حكومة جديدة من دون توافق سياسي شامل، معتبرين أنها ستكون تكراراً لتجربة سابقة أثبتت فشلها، وأن الانفراد بإجراءات تشكيل سلطة تنفيذية جديدة لن ينتج إلا المزيد من الانقسام، مجددين تمسكهم بمسار يقوم على توافق وطني حقيقي.
في السياق، صعد خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، من هجومه على الدبيبة، لافتاً إلى أن الأخير «أقر في خطابه بما حدث من قتل خارج إطار القانون، ومن دون أي محاكمة، أو إجراء قضائي»، وقال: «اعتراف الدبيبة العلني ليس مجرد تصريح سياسي عابر، بل جريمة موثقة بالكلمات، وخرق صارخ لمبدأ سيادة القانون».
بدوره، عدّ رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان أسامة حماد خطاب الدبيبة «محاولة بائسة لتزييف الواقع، والتنصل من المسؤولية»، ودعا «حراك طرابلس إلى التمسك بالسلمية، والبعد عن العنف».
واعتبر أن تصريحات الدبيبة «لا تُدين خصومه كما يتوهم، بل تُدين سلطته نفسها، وتكشف عن وجه حكومته الحقيقي»، واتهم حكومة الدبيبة بدعم التشكيلات المسلحة بالمال والسلاح، ومنح الشرعية لممارساتها الإجرامية.
إلى ذلك، أحال رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، المراسيم التي أصدرها المجلس الرئاسي إلى النواب والوزراء ورؤساء الهيئات والمصالح والشركات العامة في الدولة، من أجل وضعها موضع التنفيذ.
على صعيد آخر، أعلن اللواء 444، أمس الاثنين إلقاء القبض على عدد من عناصر العصابة التابعة للمدعو بلقاسم ابن غنيوة الككلي، عقب تحقيقات ميدانية أدت إلى الكشف عن مقبرة جماعية داخل مقر تابع للعصابة في منطقة أبوسليم.
وأضاف في بيان أنه انتشل من الموقع عشر جثث لرجال ونساء في حصيلة أولية، مع بدء جهاز المباحث الجنائية عمليات التحليل والتوثيق لتحديد هوية الضحايا، وملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة.