همزة وصل -
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده بدأت بالفعل إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، في وقت حذّر فيه الكرملين من أنه «يراقب من كثب» تدفق الأسلحة الغربية إلى كييف، ووسط اقتراح أوروبي بإنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو لدعم أوكرانيا حتى عام 2034، بينما شنّت روسيا هجوماً واسعاً بمئات المسيّرات على أوكرانيا أدت إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن نحو 80 ألف منزل.
وقال ترامب للصحفيين إنه لم يتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ الإعلان عن نيته فرض عقوبات جديدة على موسكو، لكنه أكد أن شحنات الأسلحة إلى كييف «بدأت بالفعل».
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار «دعم عسكري حاسم» من واشنطن للحليف الأوكراني، مضيفاً أنه منح موسكو مهلة 50 يوماً لإنهاء الحرب، داعياً في الوقت نفسه كييف إلى «عدم استهداف موسكو»، في إشارة إلى ضرورة ضبط النفس لتجنّب التصعيد.
في المقابل، نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو تتابع من كثب مسألة تسليح أوكرانيا، واصفاً الأمر بأنه «على رأس جدول الأعمال» في الكرملين. وأضاف أن بعض الدول الأوروبية «ستدفع ثمن هذه الأسلحة»، مؤكداً أن المكالمة بين بوتين وترامب «غير مطروحة حالياً»، لكن يمكن ترتيبها إذا اقتضى الأمر.
بموازاة ذلك، اقترح الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، تأسيس صندوق مالي خاص بقيمة 100 مليار يورو لدعم أوكرانيا ضمن موازنة التكتل للفترة الممتدة بين 2028 و2034. واعتبر مفوض الموازنة الأوروبي بيوتر سيرافين أن المبادرة تمثل «التزاماً طويل الأمد لإعادة إعمار أوكرانيا».
ميدانياً، تصاعدت الهجمات الروسية خلال الساعات الماضية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قرية نوفوخاتسكي في دونيتسك، فيما شنت موسكو واحدة من أعنف الضربات الليلية على المدن الأوكرانية باستخدام نحو 400 طائرة مسيّرة وصاروخ باليستي واحد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين على الأقل، بحسب السلطات في كييف.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن الهجمات استهدفت مناطق متفرقة، أبرزها خاركيف وكريفي ريه وفينيتسيا. ورغم أن الدفاعات الجوية أسقطت معظم المسيّرات، فإن 57 منها بالإضافة إلى 12 هدفاً غير محدد أصابت منشآت حيوية.
وفي كريفي ريه، أدت الضربات إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن نحو 80 ألف منزل، بحسب شركة «دي.تي.إي.كيه»، فيما أصيب شاب يبلغ من العمر 17 عاماً بجروح خطيرة. وفي خاركيف، سُجلت 17 ضربة بمسيّرات خلال 20 دقيقة، أصيب خلالها ثلاثة أشخاص، في حين قتل شخصان قرب بلدة كوبيانسك في قصف بمسيّرات.
وفي مدينة فينيتسيا، أصيب ثمانية أشخاص بينهم عمال في مصنع تابع لمجموعة «بارلينك» البولندية. واعتبر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن الهجوم «متعمد» وجاء من ثلاثة اتجاهات، محذراً من أن «حرب بوتين تقترب من حدودنا». كما أفادت السلطات في منطقة نيكوبول بمقتل امرأة وإصابة خمسة في قصف مدفعي، بينما قُتل رجل يبلغ من العمر 50 عاماً في قصف استهدف بلدة فيليكا بيساريفكا في منطقة سومي.
في المقابل، استهدفت أوكرانيا أهدافاً داخل روسيا، حيث أعلنت سلطات مدينة فورونيج إصابة 27 شخصاً في هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية، الثلاثاء. وتأتي هذه الهجمات في سياق الرد الأوكراني على ضربات روسية يومية تكثفت مؤخراً، خصوصاً ضد البنية التحتية للطاقة.
وتسيطر روسيا حالياً على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بينما تؤكد كييف أنها تواصل جهودها الدفاعية وتسعى للحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات الاعتراضية، مطالبة شركاءها الغربيين بالإسراع في تسليم المعدات المطلوبة.
