
تعقد منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، اجتماعين طارئًين لمناقشة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، واستهداف الأماكن المقدسة وعلى وجه الخصوص الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن شريان الحياة المتبقي للناس في غزة ينهار.
ويأتي اجتماع «التعاون الإسلامي» في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة يشهدها قطاع غزة، نتيجة استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير القسري التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تصاعد الاعتداءات على دور العبادة الإسلامية والمسيحية، ما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.
ويهدف الاجتماع إلى بحث آليات التحرك الإسلامي والدولي لوقف العدوان، وتنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومواجهة الانتهاكات المتكررة لحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في الأثناء، أعلن المندوب الدائم لفلسطين لدى جامعة الدول العربية، مهند العكلوك، أن فلسطين دعت إلى عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الثلاثاء، وذلك لمناقشة التصعيد الخطير في قطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية.
وقال العكلوك، إن هذه الدعوة تأتي في ظل الأوضاع الكارثية وحصار التجويع والموت المجاني الذي يتعرض له المدنيون في قطاع غزة، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تعمدت استدراج المدنيين الجوعى إلى نقاط توزيع مساعدات غير إنسانية ثم استهدافهم بالقتل، ما أدى إلى مقتل ما يقارب 1000 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء لعائلاتهم. وأكد أن الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح ممنهج للإبادة الجماعية، موضحاً أن ما يُقدم باسم الإغاثة الإنسانية ما هو إلا «سلاح جديد لقتل الفلسطينيين تحت غطاء كاذب»، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وأضاف أن الطلب الفلسطيني لعقد الاجتماع جاء أيضاً على خلفية استهداف الاحتلال للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المخطط الإسرائيلي غير القانوني لسحب صلاحيات بلدية الخليل في إدارة المسجد الإبراهيمي ومحيطه، وتسليمها لما يسمى «المجلس الديني» للمستوطنات الإسرائيلية، في محاولة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للمكان وتحويله بالكامل للسيطرة الإسرائيلية.
وأكد المندوب الفلسطيني أن الاجتماع المرتقب يهدف إلى بحث سبل التحرك العربي السياسي والقانوني والدبلوماسي على المستويين الإقليمي والدولي للتصدي لهذه الانتهاكات غير المسبوقة، وحشد الدعم لتحرك فاعل يضمن وقف العدوان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
إلى ذلك، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة حيث «ينهار آخر شريان يُبقي الناس على قيد الحياة».
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسمه أمس الاثنين إن الأمين العام «يعبر عن أسفه للتقارير المتزايدة عن معاناة الأطفال والكبار من سوء التغذية». وأضاف «على إسرائيل التزام بالسماح بتقديم الإغاثة الإنسانية التي تُوفرها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، وتسهيلها بكل الوسائل المتاحة لها».