
قُتل أكثر من79 فلسطينياً، بينهم 47 من منتظري المساعدات، منذ فجر أمس، في قطاع غزة، جراء غارات وقصف وإطلاق نار إسرائيلي، وحذرت منظمة «أوكسفام» من إبادة جماعية حقيقية في غزة، وأكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن 9 من كل 10 فلسطينيين في القطاع لا يستطيعون الوصول إلى مياه الشرب.
وأفادت مصادر طبية بأن قوات الاحتلال استهدفت مجموعات من المدنيين، خلال انتظارهم تسلّم مساعدات غذائية، ما أدى إلى ارتقاء 47 شخصاً في مناطق متفرقة، بينهم 7 على الأقل في منطقة قرب خان يونس، حيث تم إطلاق النار بشكل مباشر قرب محور موراغ. وأضافت المصادر، أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع بسبب وجود إصابات حرجة، في ظل انهيار المنظومة الصحية بشكل شبه تام، واستمرار الحصار المطبق ومنع دخول المستلزمات الطبية.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع وفاة ستة أشخاص آخرين بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يؤكد حالة الطوارئ الإنسانية في القطاع، ويرفع عدد ضحايا المجاعة إلى 175 شخصاً، بينهم 93 طفلاً.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أمس الأحد مقتل أحد موظفيه وإصابة ثلاثة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مقر الجمعية في خان يونس بغزة، مضيفاً أن «النيران اشتعلت في الطابق الأول في المبنى». ودانت الرابطة الدولية للصليب الأحمر استهداف طواقم العمل الإنساني.
ووصفت منسقة الشؤون الإنسانية في منظمة أوكسفام الدولية ما يجري في غزة بأنه «إبادة حقيقية»، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع، ولا يسمح حتى لموظفي الأمم المتحدة بالوصول لتقييم الوضع الإنساني الكارثي. وقالت: «في غزة، هناك أشخاص يتضورون جوعاً حتى الموت». وأضافت: «يموت المرضى بسبب نقص الأدوية ومنع إدخال المستلزمات الطبية.. وأن ما يحدث ليس أزمة إنسانية فحسب، بل جريمة مستمرة تتطلب تدخلاً دولياً فورياً».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد، ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 60,839، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضافت أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 149,588، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وقالت وزارة الصحة إن الوضع الصحي في مستشفيات القطاع يزداد سوءاً وحذرت من التدهور المتسارع في الوضع الصحي داخل المستشفيات في ظل الارتفاع الحاد في أعداد الإصابات والمرضى، مؤكدة أن الطاقة الاستيعابية للمرافق الطبية باتت غير قادرة على التعامل مع الأعداد المتزايدة. وأشارت إلى أن نسب إشغال الأسرة في المستشفيات الرئيسية وصلت إلى مستويات قياسية، إذ بلغت في مستشفى الشفاء 240%، وفي مستشفى الرنتيسي 210%، وفي مستشفى ناصر 180%، بينما سجل المستشفى الأهلي العربي أعلى نسبة إشغال بلغت 300%.
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية الحكومية أمس الأحد أن شاحنتي وقود محملتين بما يصل إلى 107 أطنان من الوقود على وشك دخول غزة بعد أشهر من قيود مشددة فرضتها إسرائيل على دخول المساعدات إلى القطاع قبل أن تخففها بعض الشيء مع تفشي الجوع.
وقالت وزارة الدفاع البلجيكية في بيان إن القوات الجوية أسقطت الأحد أول دفعة من المساعدات على قطاع غزة بالتعاون مع الأردن. (وكالات)
دعوة برلمانية عربية - لاتينية لوقف فوري لتجويع الفلسطينيين
دعا البرلمان العربي وبرلمان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن، إلى التدخل العاجل لوقف حرب التجويع والإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عقب لقاء محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، ورولاندو ميغيل غونزاليس باتريسيو، رئيس برلمان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (بارلاتينو)، على هامش مشاركتهما في المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات، الذي نظمه الاتحاد البرلماني الدولي بمقر الأمم المتحدة في جنيف.
وأكد الجانبان تطابق المواقف بين الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية، بما في ذلك التوافق الشعبي العربي - اللاتيني في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وشدد الجانبان على ضرورة تحويل التغيرات الإيجابية الملحوظة في الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية إلى خطوات عملية تُغيّر الواقع المأساوي في قطاع غزة، مؤكدين وجود قواسم مشتركة عديدة بين الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يشكل قاعدة متينة لتعزيز العلاقات بين الجانبين.
وأكدا حرصهما المشترك على تطوير التعاون المؤسسي بين البرلمانين، لما لذلك من أثر مباشر في تعزيز العلاقات العربية-اللاتينية على المستوى البرلماني. ووقع الطرفان اتفاقية تعاون مشترك تهدف إلى تنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في المحافل البرلمانية الدولية، ودعم مشروعات التعاون والتكامل بين الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية.