
أبلغ الرئيس اللبناني جوزيف عون، أمين المجلس الأعلى للأمن في إيران الزائر، علي لاريجاني، رفضه أي تدخل خارجي، وأنه من غير المسموح لأي جهة كانت، ومن دون أي استثناء، حمل السلاح. كما شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على أن لبنان لن يقبل بأي شكل التدخل في شؤونه الداخلية، داعيا إيران للالتزام الواضح بهذه القواعد، فيما أكد لاريجاني عدم تأييده للأوامر التي من خلالها يُحدد جدول زمنيّ ما للبنان، وأنه يمكن بالحوار الخروج بقرارات صائبة، في وقت تدخل البلاد مرحلة من الترقب الحذر، وسط خطاب سياسي وإعلامي عالي السقوف، بانتظار تقرير الجيش اللبناني حول آلية تنفيذ قرار حصرية السلاح قبل نهاية الشهر الجاري.
وأكد عون خلال لقائه لاريجاني، صباح أمس الأربعاء، أن «لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل»، وقال إن «اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة»، مشيراً إلى أن «الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران يجب ألا تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد بل مع جميع اللبنانيين».
وأكد عون أن «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، مسيحيين كانوا أم مسلمين، والدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كافة المكونات اللبنانية». كما أكد رفضه «أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى»، وقال: «نريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز»، مشيراً إلى أن «لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية».
ولفت عون إلى أن العبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي أنه من غير المسموح لأي جهة كانت، ومن دون أي استثناء، حمل السلاح والاستقواء بالخارج، مؤكداً أن الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين، من دون أي استثناء، وأي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، وأهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين.
بدوره قال لاريجاني إن إيران ترغب في تعزيز علاقاتها مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على الصعد كافة، ونوّه بالدور الذي يقوم به عون في تمتين الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف داخل الطوائف اللبنانية كافة ومع جميع مكونات الشعب اللبناني.
وأكد لاريجاني أن إيران لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأردف بالقول: ما أدليت به لدى وصولي إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسمية لإيران، موضحاً أن إيران لا ترغب بحصول أي ذرة خلل في الصداقة أو في العلاقات مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وهي راغبة في مساعدة لبنان إذا ما رغبت الحكومة اللبنانية بذلك.
وأكد لاريجاني خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، أنّه ومن خلال الحوار الودي والشامل والجاد في لبنان يمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة، معتبراً أنّ الدول الأخرى ينبغي لها ألا توجه أوامرها للشعب اللبناني، الذي وصفه بأنه «أبيّ وشجاع» وقادر على اتخاذ قراراته بنفسه، مضيفاً «نحترم تماماً أي قرارات يتخذها اللبنانيون ولبنان ومن خلال الحوار يمكنه اتخاذ القرار الأنسب». وشدد لاريجاني على أنّ «رسالتنا تقتصر على نقطة مهمة وهي أن تكون دول المنطقة قوية ومستقلة ولا تحتاج إلى تلقي الأوامر من وراء المحيطات»، وقال إنّه «لم نأت بخطة إلى لبنان لكن الأمريكيين هم الذين جاؤوا بورقة من عندهم ولا نتدخل في شؤون لبنان الداخلية».
وذكر لاريجاني أنّ إسرائيل هي عدو لبنان وتعمل على تحقيق ما فشلت به من خلال الحرب، موضحاً أننا لا ننوي التدخل في شؤون أي دولة بما ذلك لبنان وجاهزون لتقديم أي نوع من المساعدة للحكومة، موجهاً نصيحة للبنانيين بالمحافظة على المقاومة، مشيراً إلى أننا سنعمل من أجل أي جهد في ملف إعادة الإعمار في لبنان والحكومة يجب أن تمهّد الأرضية لإيصال مثل هذه المساعدات.
من جهة أخرى، عقد مجلس الوزراء اللبناني أمس جلستين صباحية ومسائية لدرس وإقرار 61 بنداً خدماتياً، على أن يدخل المجلس في إجازة صيفية لأسبوعين، وبعدها تعقد جلسة وزارية فور تسلم تقرير الجيش اللبناني حول آلية تنفيذ قرار حصرية السلاح.