«فيتو إيراني» يقلّص حظوظ السوداني برئاسة الحكومة العراقية

{title}
همزة وصل   -
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أمس الأربعاء، أن عدد الطعون المقدمة بنتائج الانتخابات التي أجريت في 11 من هذا الشهر في عموم العراق وصل إلى 80 طعناً لغاية الآن، فيما أعرب مسرور برزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، أمس الأربعاء، رفض الحزب لأي محاولات للتلاعب بنتائج الانتخابات فيما يخص مقاعد الكوتا، في حين قالت مصادر سياسية عراقية إن المسار الفعلي للمفاوضات بشأن اسم رئيس الحكومة العراقية الجديدة، يسير باتجاه إقصاء رئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني عن الولاية الثانية، في ظل ضغط إيراني واضح.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي: إن «عدد الطعون المستلمة لليوم الثاني من فتح باب الطعن لغاية، أمس الأربعاء، بلغ 80 طعناً».
بدوره، أكد محسن المندلاوي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب المنتهية ولايته، زعيم ائتلاف الأساس، الأربعاء، أهمية الإسراع في إنجاز الاستحقاقات الدستورية المقبلة، وفي مقدمتها اختيار الرئاسات الثلاث.
ودعا المندلاوي، خلال استقباله رئيس حركة حقوق، حسين مؤنس، إلى تغليب المصلحة العليا للبلاد والتركيز على معالجة الملفات الاقتصادية والخدمية وتعزيز الوحدة الوطنية.
من جانبه، أعرب برزاني، الأربعاء، عن رفض الحزب لأي محاولات للتلاعب بنتائج الانتخابات فيما يخص مقاعد الكوتا. وقال في تصريح، «ننتظر نتائج عمل اللجنة المشكلة من الكتل والتحالفات الفائزة في الانتخابات بشأن تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة».
وأكد برزاني أن «شرط الديمقراطي الكردستاني في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة هو تطبيق الدستور».
إلى جانب ذلك، قالت مصادر سياسية عراقية إن المسار الفعلي للمفاوضات بشأن اسم رئيس الحكومة العراقية الجديدة، يسير باتجاه إقصاء رئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني عن الولاية الثانية، في ظل ضغط إيراني واضح، وانقسامات شيعية داخلية أعمق مما تبدو عليه في المشهد المعلن.
ورغم حصول «ائتلاف الإعمار والتنمية» بقيادة السوداني على 46 مقعداً، وهو ما يجعله نظريّاً المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الحكومة، فإن المفاوضات داخل «الإطار التنسيقي» تسير باتجاه استبعاده عن تولي رئاسة الحكومة المقبلة.
وتفيد هذه المصادر بأن «السبب الرئيسي لتراجع حظوظ السوداني هو الاعتراض الإيراني غير المعلن على أدائه خلال العامين الماضيين، واعتباره ميالاً إلى الغرب أكثر مما يسمح به ميزان النفوذ الإقليمي». وتضيف أن طهران «أبلغت بعض قادة الإطار بضرورة البحث عن شخصية أكثر انسجاماً مع متطلبات المرحلة، وأقل حساسية تجاه الملفات الأمنية المشتركة».
وفق معلومات من مصدرين داخل الإطار، فإن لائحة المرشحين الفعلية تقلصت إلى ثلاثة أسماء أساسية، أبرزها حميد الشطري، رئيس جهاز المخابرات، الذي يُنظر إليه كخيار «توافقي» يجمع الصفات الأمنية الإدارية، ويحظى بقبول لدى طهران وداخل الإطار. ومحسن المندلاوي، النائب الأول لرئيس البرلمان السابق، ويُطرح كحل وسطي لكنه أقل حضوراً داخل الكتل الشيعية. فيما يعود طرح اسم حيدر العبادي، كلما احتدم الانقسام، إلا أن حضوره هذه المرة مرتبط بمدى قدرة الإطار على تجاوز خلافاته الداخلية، وفقاً للمصادر.
أما السوداني، فيؤكد مصدر سياسي مطلع على طبيعة النقاشات أن «حظوظه تراجعت إلى ما دون 20%»، وأن «الإطار يتعامل معه الآن على أنه خيار احتياطي وليس مرشحاً أساسياً».
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير