
عقد وفدا روسيا وأوكرانيا، بمشاركة وزير خارجية تركيا، مفاوضات مباشرة في إسطنبول، أمس الجمعة، في جلسة مغلقة أمام وسائل الإعلام، استغرقت حوالي ساعتين، اتفق فيها الطرفان على تبادل عدد أكبر من الأسرى، فيما شدد الزعماء الأوروبيون على أن روسيا غير جادة في السلام، وأنه يجب ممارسة المزيد من العقوبات والضغوط عليها.
وفي مستهل الاجتماع، رحب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بالطرفين في إسطنبول مشيراً إلى أن استعداد موسكو وكييف للتفاوض «قد فتح نافذة جديدة من الفرص» لتحقيق السلام. وقال: «أمامنا طريقان: أحدهما يقودنا إلى السلام والثاني سيؤدي إلى مزيد من الدمار، وسيحدد الطرفان بأنفسهما أي الطريقين سيختاران». وأضاف: «علينا أن نستغل هذه الفرصة. فكل يوم تأخير يؤدي إلى مزيد من الدمار والكوارث».
وشدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن هذه فرصة من أجل الوصول إلى السلام الدائم..
ويقود فلاديمير ميدينسكي مساعد الرئيس الروسي وفد موسكو في المفاوضات، بينما يترأس رستم عمروف وزير الدفاع الأوكراني وفد بلاده. وكان ميدينسكي أكد في وقت سابق أن مهمة الوفد في إسطنبول هي إرساء السلام الدائم وإزالة الأسباب الجذرية للنزاع، مشيراً إلى استعداد الوفد الروسي «للحلول الوسط ومناقشتها». وأعرب ميدينسكي عن ارتياح الجانب الروسي لنتائج اجتماع اليوم، وأكد استعداد موسكو لمواصلة الاتصالات مع كييف. وأضاف أن الأيام المقبلة ستشهد تبادلاً للأسرى بين روسيا وأوكرانيا بصيغة «1000 مقابل 1000».
وقبل المفاوضات مع أوكرانيا، عقد ميدينسكي لقاء مع مدير مكتب تخطيط السياسات بالخارجية الأمريكية مايكل أنطون.
وقال عمروف: «أجرينا مفاوضات مع شركائنا وكان هدفها مناقشة وقف إطلاق النار وكذلك تبادل الأسرى لاحقاً»، موضحاً أنه نوقش خيار تبادل بصيغة «ألف مقابل ألف»، كما يجري العمل أيضاً على صيغ أخرى محتملة للتبادل.
في وقت سابق شهدت إسطنبول محادثات ثلاثية بين ممثلين عن الولايات المتحدة وتركيا وأوكرانيا. وشارك فيها عن أوكرانيا أندريه يرماك رئيس مكتب زيلينسكي ووزير الخارجية أندريه سيبيغا. وذكرت وكالة رويترز أن روبيو عقد اجتماعاً في إسطنبول مع مستشاري الأمن القومي لدول «الثلاثي الأوروبي» (بريطانيا، ألمانيا، فرنسا)، لبحث ملفي أوكرانيا وإيران.
واعتبر الكرملين الجمعة أن لقاء حول أوكرانيا بين الرئيس الروسي بوتين ونظيره الأمريكي ترامب «ضروري بالتأكيد»، مشيراً إلى «أهمية الاتصالات بين الرئيسين بوتين وترامب في سياق تسوية الأزمة الأوكرانية». قال ترامب الجمعة إنه يرغب في لقاء بوتين «بمجرد أن نتمكن من ترتيب ذلك».
وأجرى قادة أوكرانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي الجمعة، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الرئيس الأوكراني سيرغي نيكيفوروف.
ودعا زيلينسكي إلى «ردّ فعل قويّ» من الأسرة الدولية في حال فشلت المباحثات مع موسكو في إسطنبول، مندّداً بتغيّب الرئيس الروسي عن هذه المفاوضات.
ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن روسيا «لا تريد» التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، مشيراً إلى الحاجة لممارسة «المزيد من الضغوط» لإجبارها على القيام بذلك.
ورأى المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن المباحثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول تشكل «إشارة إيجابية صغيرة جداً» في النزاع الدائر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن «الولايات المتحدة أضافت تفاصيل جديدة إلى اقتراحها، بما في ذلك عرض لاستئناف المحادثات الأمنية في إطار مجلس روسيا-الناتو» الذي تأسس عام 2002، والذي توقف عمله بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات مجموعتي قوات «الغرب» و«الوسط» سيطرت على بلدتي تورسكويه ونوفوأليكسندروفكا الواقعتين في دونيتسك، وأشارت إلى أن إجمالي الخسائر اليومية للجيش الأوكراني في مختلف المحاور بلغ نحو 1400 جندي بين قتيل وجريح خلال 24 ساعة.