
عاد شبح الجائحة ليطل برأسه من جديد مع رصد متحور جديد لفيروس كورونا أطلق عليه اسم «فرانكشتاين»، وانتشر بكثافة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
أطلق العلماء على هذا المتحور الرمز XFG، وهو ينتمي إلى عائلة أوميكرون، وأصبح السلالة الأكثر انتشاراً في عدة دول، حيث وضعته منظمة الصحة العالمية تحت المراقبة، منذ نهاية يونيو 2025، بعد أن تبين أنه أكثر قدرة على نقل العدوى من السلالات السابقة.
الإصابات في ارتفاع مع بداية الخريف
سجلت فرنسا منذ منتصف سبتمبر 2025، ارتفاعاً واضحاً في الإصابات، خصوصاً في منطقتي بورجوني-فرانش-كونتيه وباي دو لا لوار، وذلك تزامناً مع عودة فيروسات الجهاز التنفسي الموسمية، قبل حلول موسم الإنفلونزا.
وأكد خبراء الصحة أن الطفرات في البروتين الشوكي للمتحوّر XFG جعلته أكثر قدرة على التملص من المناعة، وبالتالي أكثر قابلية للانتقال، بحسب Ouest France.
فرنسا تبدأ حملات التطعيم منتصف أكتوبر
على الرغم من أن متحور «فرانكشتاين» لا يُعتبر أكثر خطورة من غيره، إلا أن السلطات الصحية في فرنسا تؤكد أن الفئات الأكثر هشاشة، وهم كبار السن والمصابون بالأمراض المزمنة، معرضين لمضاعفاته.
وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية أن حملة التطعيم ستنطلق بالتوازي مع حملة لقاح الإنفلونزا في 14 أكتوبر المقبل.
من أين جاء اسم «فرانكشتاين»؟
ظهر الاسم بداية الصيف عبر وسائل الإعلام وبعض الباحثين والمستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي، وفسرت صحيفة لو باريزيان الأمر، بكون المتحور نتيجة إعادة تركيب، وأشبه بمزيج، بين سلالتين سابقتين هما LF.7 وLP.8.1.2، ما يذكّر بقصة شخصية فرانكشتاين التي ولدت من بقايا أجساد.
أعراض XFG.. فرانكشتاين يتشابه مع نزلات البرد والإنفلونزا
الأعراض المسجلة لفيروس XFG لا تختلف كثيراً عن متحورات كورونا السابقة: حمى، صداع، آلام عضلية، سعال، التهاب الحلق.
ونصح الأطباء بمراجعة العيادات عند ظهور الأعراض، خصوصاً لدى الفئات الهشة.
تفاصيل الحملة الفرنسية المزدوجة لمواجهة الإنفلونزا وكورونا
تطلق فرنسا في 14 أكتوبر 2025 حملة مزدوجة للتطعيم ضد الإنفلونزا وكوفيد-19، مع إمكانية أخذ اللقاحين معاً عن طريق حقن الذراعين، أو أخذ كل جرعة منهما على حدة.
وأوضحت صحيفة The Connextion أن لقاح كوفيد-19 مجاني ومغطى بالكامل في التأمين الصحي، ويوصى به لكبار السن، مرضى الأمراض المزمنة، الحوامل، ضعاف المناعة، المقيمين في دور الرعاية والعاملين الصحيين.
أما لقاح الإنفلونزا فيُمنح عبر قسائم مجانية تُرسل بالبريد للفئات المستهدفة مثل من تجاوزوا 65 عاماً، مرضى الأمراض المزمنة، الحوامل، والمصابين بالسمنة المفرطة، إضافة إلى العاملين مع الفئات الهشة.
أما غير المشمولين باللقاحين، فيمكنهم شراء اللقاح الواحد بسعر يقارب 6 يورو مع تكاليف التطعيم.
واستهدفت السلطات الفرنسية الحد من العدوى وتخفيف الضغط على المستشفيات بعد تسجيل 30 ألف حالة استشفاء بالإنفلونزا الموسم الماضي وظهور سلالة «فرانكشتاين».
فرانكشتاين تحت المراقبة
أثار متحور «فرانكشتاين» اهتمام الباحثين بسبب طبيعته التركيبية غير المألوفة، بعدما أوضحت دراسات أولية أنه نتاج لإعادة تركيب وراثي بين عدة متحورات سابقة من أوميكرون، ما منح الفيروس قدرة أكبر على الإفلات من الأجسام المضادة المكتسبة بعد العدوى أو التطعيم.
واعتبر خبراء الأوبئة أنّ هذا النوع من التهجين قد يمثل تحدياً أمام التنبؤ بمسار الوباء، إذ يمكن أن يؤدي إلى ظهور موجات متتالية من العدوى حتى في المجتمعات ذات المناعة المرتفعة، الأمر الذي يجعل مراقبة XFG ضرورية، مع تعزيز قدرات التشخيص الجيني لرصد تطوره في الوقت الفعلي.