
العطس، تلك الحركة الطبيعية التي تهدف إلى تنظيف الأنف من الغبار والبكتيريا وحبوب اللقاح، قد تسبب للبعض مجرد انزعاج بسيط. لكن ما لا يدركه الكثيرون أن محاولة كبح أو كتم العطس يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تصل في بعض الحالات إلى تهديد الحياة.
يحدث العطس عندما تكتشف أجسامنا مواد غريبة في الأنف، مثل الغبار أو البكتيريا أو حبوب اللقاح، هذه الجسيمات تتفاعل مع الشعيرات الدقيقة في الممر الأنفي، ما يحفز الدماغ على إصدار إشارة لإخراجها من خلال العطس، خلال ثوانٍ قليلة، يتحرك اللسان إلى سقف الفم، وتشد العضلات، وتغلق العينان، ليندفع الهواء والمخاط بسرعة تصل إلى 160 كيلومتراً في الساعة، وفقا لـ The Sun.
لكن، في بعض المواقف الاجتماعية أو في وسائل النقل العام، يشعر البعض بالإغراء لكبح العطس، ما يبدو تصرفا بسيطا قد يرفع الضغط داخل الجهاز التنفسي إلى مستويات تفوق ضغط العطس الطبيعي بخمس إلى 24 مرة، بحسب دراسات أجريت على حالات فعلية.
النتائج الصحية لكبح العطس قد تكون مؤثرة وخطيرة، فارتفاع الضغط المفاجئ قد يؤدي إلى تمزق طبلة الأذن أو نقل البكتيريا إلى الأذن الوسطى مسببة التهابا مؤلما. وفي حالات نادرة، يمكن أن يضر بالأوعية الدموية في العينين أو الأنف، أو يؤدي إلى إصابات في الحجاب الحاجز، بما في ذلك انهيار الرئة، وهي حالة تهدد الحياة وتستلزم التدخل الطبي الفوري، كما أن هناك تقارير عن حالات نادرة لتمزق خلف الحلق أو إصابة بأورام دماغية نتيجة الضغط الناتج عن كبح العطس، بحسب healthline.
على الرغم من هذه المخاطر، يظل الكثيرون يظنون أن كبح العطس مجرد تصرف اجتماعي مؤدب، لكن الخبراء يحذرون من التهاون بهذا الأمر، مؤكدين أن السماح للعطس بالحدوث طبيعيا هو الخيار الأكثر أمانا للحفاظ على سلامة الجهاز التنفسي والأذن والعيون.
لمنع العطس دون محاولة كبحه، يقترح الأطباء بعض الإجراءات البسيطة مثل تنظيف الأنف، وعلاج الحساسية، وتجنب النظر المباشر إلى الضوء، بعض الأشخاص يجدون أن التركيز على كلمة أو فكرة معينة قد يقلل من شدة العطس، ولكنها لا تمنع الجسم من أداء وظيفته بشكل طبيعي.
في النهاية، العطس ليس مجرد رد فعل مزعج، بل وسيلة طبيعية يحمي بها الجسم نفسه. وكبحه قد يكون عادة شائعة، لكنه يحمل مخاطر صحية غير متوقعة، تصل أحيانا إلى إصابات خطيرة تهدد الحياة. لذا ينصح الأطباء بترك الجسم يقوم بعمله وعدم كبح العطس، حفاظا على الصحة العامة وسلامة الجهاز التنفسي.