ندوة تناقش مفهوم فلسفة المقاومة

{title}
همزة وصل   - عمان 22 تشرين الثاني (همزة وصل)- ناقشت ندوة بعنوان "فلسفة المقاومة" نظمتها الجمعية الفلسفية الأردنية مساء أمس الثلاثاء، مفهوم المقاومة فلسفيا وعلاقتهما معا.
وفي الندوة التي شارك فيها المفكر الدكتور هشام غصيب، والباحث الدكتور مازن حنا، وأدارتها عضو الهيئة الإدارية في الجمعية الدكتورة لينا الجزراوي، لفت الدكتور غصيب خلال مشاركته عبر تطبيق زووم، إلى أن الحياة بحد ذاتها قائمة على فعل المقاومة، نتيجة للتحديات التي نواجهها كبشر بما فيها الكوارث الطبيعية.
وأشار إلى قانون "فوضى الكون"، موضحا أن ثمة 4 أطروحات تتمثل فيها فلسفة المقاومة الأولى منها أن الحياة لولا مقاومتها للأخطار التي تحيط بها لما بقيت واستمرت، وأن الحياة في جوهرها مقاومة.
ورأى أن الأطروحة الثانية هي أن الإنسان مقاوم للتحديات التي يواجهها، مشيرا إلى أن الثورة أعلى درجات المقاومة.
وقال غصيب إن الإنسان يعيش في حلقة الإنتاج، ومفهوم الإنتاج يعني تحويل الممكن إلى كائن والإنسان بمثل قوة التغيير.
أما الأطروحة الثالثة، تتمثل بأن الفلسفة والفكر التجريبي هي قوة تغيير وتستمد الفلسفة قيمتها من كونها قوة تغيير وهو ما يكسبها شرعيتها، مبينا أن الأطروحة الرابعة تتعلق بالإنسان بوصفه كائن خلاق لأنه يحمل في أعماقه ثروة كبيرة للتغيير وكونه خلاق فبالتالي هو عرضة للاستعباد، مشيرا إلى أن الاستعباد موجود منذ فجر التاريخ وهو صراع بين المستَعبِد والمستعبَد، وأن الأخير ليس كائنا ضعيفا بالمطلق وإنما كونه خلاق يخرج ضعفه بالمقاومة.
واستعرض نظام الاستعباد منذ فجر التاريخ وصولا إلى نشوء الحقبة الإمبريالية التي شهدت حروب إبادة.
وقال، إن ما نراه في فلسطين عموما وغزة على وجه الخصوص هو فعل المقاومة لاسترداد الحرية والكرامة والإنسانية والأرض، مشيرا إلى المؤرخ وعالم الاجتماع الفرنسي مكسيم رودنسون الذي وصف إسرائيل بأنها دولة استعمارية استيطانية إحلالية.
بدوره، رأى الباحث حنا أن مفهوم المقاومة بحد ذاته هو فلسفة، كونها فعل يسعى للتغيير.
واستعرض دلالات المقاومة الثورية، مبينا أن المقاومة تتحرك وفق إطار استعادة الحقوق وتريد إنهاء الخضوع وقطع أسبابه، معتبرا أنها عمل ديمقراطي كونها تريد تحقيق رأي الأغلبية.
وأوضح أن ثمة فرق بين المقاومة كمسار والمقاومة كحق، والحق يختلف عن التوصيف لأي حركة سياسية كون الحق مرسوما فلسفيا.
واستحضر رؤية الفيلسوف والمفكر السياسي الانجليزي "جون لوك" الذي تحدث عن المقاومة كما استحضر أحد رواد النهضة العربية ومفكريها في القرن التاسع عشر، وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي عبدالرحمن الكواكبي الذي تحدث عن حق المقاومة بشكل واضح وصريح.