
يعاني بعض المسنين سوء التغذية، ما يترك تأثيرات سلبية في صحتهم، وذلك لعدم وعي المقربين منهم بنوعية احتياجاتهم، التي تتناسب مع طبيعة مرحلتهم العمرية.
وتقدم د. عزيزة صلاح الدين، الباحثة بقسم الأغذية الخاصة والتغذية، في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بالقاهرة، عدة نصائح للتغلب على مشكلات سوء التغذية لدى المسنين.
وتشير إلى أن الجسم يفقد جزءاً من عضلاته، ومن عظامه مع التقدم في السن، وهذا أمر طبيعي لدى المسنين، لكن سوء التغذية قد يسرع من هذه الخسائر الجسمانية، ويؤثر في القدر الحركية، وفي استقلالية وحياة كبار السن، ضعف العضلات والعظام قد يصعّب القيام بالعديد من المهام اليومية لكبار السن.
وتؤكد أن المسن يحتاج إلى نظام غذائي محدد، إذا كان يعاني أمراضاً مزمنة، مثل السكري، أو الضغط، أو الفشل الكلوي، ولذا يجب وضع نظام مناسب لكل حالة، تحت إشراف أخصائي تغذية أو طبيب من أجل تحقيق الاستفادة الغذائية، وتجنب أية مضاعفات سلبية على صحته.
وتقول الباحثة إن هناك خطوات بسيطة يمكنك اتباعها للحفاظ على تغذية جيدة، لكبار السن، عبر اتخاذ خيارات ذكية، مثل تعلم كيفية تناول طعام صحي بعد سن الخمسين، بما في ذلك كيفية إعداد طبق متوازن، يحقق جودة النظام الغذائي، من خلال تنويع مصادر الطعام، بحيث تشمل جميع المجموعات الغذائية الأساسية، مثل: الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون الصحية، والفيتامينات، والمعادن.
وتنصح بتناول كبار السن للبروتينات الكافية مثل: اللحوم قليلة الدهن، والأسماك، والبيض، والبقوليات، ومنتجات الألبان، للحفاظ على كتلة العضلات، والأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة لتحسين الهضم وتجنب المشكلات المعوية.
وتضيف أنه من المهم تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين «د»، مثل: الحليب، والجبن، والسالمون، مع التعرض لأشعة الشمس، لمنع الإصابة بهشاشة العظام.
ويفضل تسهيل عملية تناول الطعام عبر تعديل قوامه، إذا كانت هناك صعوبة لدى المسن في المضغ، حيث يمكن تقديم الأطعمة المهروسة، كما يمكن تناول الأطعمة المقطعة إلى قطع صغيرة، لتسهيل عملية البلع. ويمكن تناول وجبات صغيرة ومتكررة، بدلاً من 3 وجبات كبيرة لتجنب الشعور بالامتلاء السريع.
وتشدد على ضرورة معالجة المشكلات الصحية المؤثرة في التغذية، من خلال العناية بصحة الفم وتحديداً الأسنان واللثة، وعلاج المشكلات التي قد تعيق قدرة المسن، على تناول الطعام بشكل جيد ومغذ، ومن ذلك ضمان تركيب طقم الأسنان المناسب، إذا لزم الأمر.
وتنصح د. عزيزة صلاح الدين، بتعزيز الشهية لدى كبار السن، بإضافة نكهات طبيعية، مثل: الأعشاب، والتوابل الخفيفة لتحسين طعم الطعام، خاصة مع ضعف حاسة التذوق لديهم.
ويجب الاهتمام بالترطيب الكافي، بتشجيع كبار السن على شرب الماء والسوائل طوال اليوم، مثل: الشوربات، والعصائر الطبيعية، لتجنب الجفاف، الذي قد يسبب الإرهاق وفقدان الشهية.
ويفضل للمسن ممارسة النشاط البدني البسيط، وخاصة المشي أو التمارين الخفيفة لتحسين الدورة الدموية وفتح الشهية، مع مراقبة منتظمة ودورية لأية تغييرات تطرأ على وزن الجسم، لاكتشاف أي فقدان غير مقصود في الوزن.
وتشدد على ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لكبار السن، لأن الشعور بالعزلة أو الاكتئاب قد يؤثر في الشهية، ومن ثم يفضل استشارة طبيب مختص إذا لزم الأمر.
ويفضل لكبار السن تجنب بعض الأطعمة، لأنها غير مفيدة ومرهقة لهم، ومن ذلك الأطعمة المقلية، والمخللات، والحلويات، والمشروبات الغازية.
وتوضح أن الأطعمة المقلية تسبب عسر الهضم لكبار السن، أما المخللات والأطعمة المالحة فتزيد ضغط الدم، وتتسبب الحلويات الدسمة والسكريات المكررة في ارتفاع مستوى السكر بالدم، أما المشروبات الغازية والكافيين الزائد فقد تسبب الجفاف والأرق.
وتنصح بتناول الماء بكميات كافية، وبدائل صحية من المشروبات المفيدة، مثل: الشاي الأخضر، والعصائر الطبيعية غير المحلاة، والحليب الدافئ قبل النوم.
وتشير إلى إمكانية تناول مكمل غذائي يساعد على توفير عناصر غذائية إضافية، بما في ذلك البروتين والطاقة، للأشخاص الذين لا يمكنهم الحصول على احتياجاتهم الغذائية من خلال الطعام وحده.