تقدم محدود في خامسة جولات المباحثات النووية بين واشنطن وطهران

{title}
همزة وصل   -
أعلنت سلطنة عمان انتهاء الجولة الخامسة من المباحثات حول البرنامج النووي بين الوفدين الإيراني والأمريكي والتي عقدت في روما الجمعة، لافتاً إلى إحراز «بعض التقدم».
وقال وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي عبر «إكس»: «انتهت اليوم في روما الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة مع تحقيق بعض التقدم من دون أن يكون حاسماً»، مبدياً أمله أن يتم توضيح «القضايا العالقة» في الأيام المقبلة.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، أن «المفاوضات معقدة جداً إلى درجة لا يمكن إنجازها في اجتماعين أو ثلاثة»، واصفاً التواصل مع واشنطن بأنه «مهني» جداً.
وتحدثت الولايات المتحدة عن مباحثات «بناءة» مع إيران أتاحت إحراز «تقدم إضافي». وقال مسؤول أمريكي: إن «المباحثات لا تزال بناءة، لقد أحرزنا تقدماً إضافياً، ولكن يبقى عمل ينبغي القيام به»، مضيفاً أن «الجانين توافقا على أن يلتقيا مجدداً في مستقبل وشيك».
وبدأت طهران وواشنطن، محادثات في 12 إبريل/ نيسان بشأن البرنامج النووي الإيراني. ويعد هذا التواصل الأرفع مستوى بين البلدين منذ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران في عام 2015 حول برنامجها النووي، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018.
عقب ذلك، أعاد دونالد ترامب فرض عقوبات على إيران في إطار سياسة «الضغوط القصوى»، وهو يسعى إلى التفاوض على اتفاق جديد مع طهران التي تأمل في رفع عقوبات مفروضة عليها تخنق اقتصادها. لكن مسألة تخصيب اليورانيوم ستكون النقطة الخلافية الرئيسية في المحادثات.
وفي حين اعتبر الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يمثّل واشنطن في المحادثات، أن الولايات المتحدة «لا يمكنها السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب»، ترفض طهران هذا الشرط مشددّة على أنه يخالف الاتفاق الدولي المبرم معها، وتتمسّك بحقّها ببرنامج نووي لأغراض مدنية.
- «خلافات جوهرية»
وشدّد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن طهران لا تنتظر الإذن لتخصيب اليورانيوم، مبدياً شكوكاً بإمكان أن تفضي المباحثات مع الولايات المتحدة إلى «أي نتيجة». وعشية المحادثات، أعلنت إيران أنها منفتحة على «مزيد من عمليات التفتيش» لمنشآتها النووية.
وقال عراقجي: «واثقون بالطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي، وبالتالي لا مشكلة لدينا من حيث المبدأ في مزيد من عمليات التفتيش والشفافية».
وأضاف، أن «خلافات جوهرية» ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة، محذّراً من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم «فلن يكون هناك اتفاق».
وخلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء، قال وزير الخارجية ماركو روبيو: إن إيران تعتبر تخصيب اليورانيوم «مسألة فخر وطني» و«وسيلة ردع». وحدّد الاتفاق الدولي المبرم مع طهران حول برنامجها النووي سقف تخصيب اليورانيوم عند 3,67%. إلا أنها تقوم حالياً، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%، غير البعيدة عن نسبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.
- طيف العقوبات
وتشتبه بلدان غربية وإسرائيل التي يعتبرها خبراء القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، أن إيران تسعى لحيازة قنبلة ذرية، الأمر الذي تنفيه طهران مشدّدة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية.
ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين أمريكيين، الثلاثاء أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وجاء في رسالة تحذيرية وجّهها عراقجي، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نشرت الخميس: «إذا تعرضت المنشآت النووية لجمهورية إيران لهجوم من إسرائيل، فإن الحكومة الأمريكية ستتحمل المسؤولية القانونية».
ويشغّل القطاع النووي الإيراني أكثر من 17 ألف شخص، بمن فيهم في مجالي الطاقة والطبابة، وفق المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي. وأوضح كمالوندي في وقت سابق من الشهر الجاري أن «هولندا وبلجيكا وكوريا الجنوبية والبرازيل واليابان تخصّب (اليوارنيوم) من دون حيازة أسلحة نووية».
وجرت المحادثات الجمعة قبيل اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرّر في يونيو/حزيران المقبل، في فيينا، سيتم خلاله التطرّق إلى النشاطات النووية الإيرانية. وينصّ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران والذي بات اليوم حبراً على ورق رغم أن مفاعيله تنتهي مبدئياً في أكتوبر 2025، على إمكان إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران في حال لم تف بالتزاماتها.
وفي هذا الإطار، أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الشهر الماضي أنّ بلاده وألمانيا وبريطانيا لن تتردّد «للحظة» في إعادة فرض العقوبات على إيران إذا تعرّض الأمن الأوروبي للتهديد بسبب برنامجها النووي.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير