
أحرز علماء من مستشفى مورفيلدز للعيون بالعاصمة البريطانية لندن، تقدماً غير مسبوق في علاج فقدان البصر الناتج عن الضمور البقعي المرتبط بالعمر، عبر زرع شريحة إلكترونية خلف شبكية العين، ما يمنح الأمل لنحو 700 ألف بريطاني، وخمسة ملايين شخص حول العالم يعانون هذا المرض.
وفي تجربة سريرية هي الأولى من نوعها، شملت 38 مريضاً في خمس دول أوروبية، نجح الباحثون في استخدام شريحة «بريما» صغيرة الحجم تُزرع جراحياً خلف شبكية العين، وترتبط بنظارات واقع افتراضي مزودة بكاميرا فيديو.
تعمل هذه الكاميرا على إرسال صور إلى حاسوب محمول صغير يرتديه المريض، والذي يحول البيانات إلى إشارات كهربائية تنقلها الشريحة إلى العصب البصري، لتُفسر لاحقاً في الدماغ كرؤية.
شيلا إيرفين، البالغة من العمر 75 عاماً من ويلتشاير البريطانية، كانت من بين أولى المشاركات في التجربة بعد أن فقدت الرؤية المركزية بسبب الضمور الجغرافي، وهو أحد مراحل المرض المتقدمة. وقالت: «تمكنت من تعلم القراءة والكتابة مجدداً باستخدام النظام الجديد، وأضافت: «لم يكن الأمر سهلاً، لكن كل ساعة تمر تجعلني أتحسن أكثر، القراءة تعني لي الكثير».
وبحسب نتائج التجربة، تمكن 84% من المرضى من التعرف إلى أحرف وأرقام وكلمات باستخدام الشريحة، وتحسن متوسط القدرة البصرية إلى حد قراءة خمسة أسطر على مخطط فحص العين، في حين لم يكن البعض قادراً على رؤية المخطط أساساً قبل العلاج.
وتعتمد الجراحة على إدخال الشريحة إلى العين عبر فتحة دقيقة خلف مركز الشبكية. وبفضل الحوسبة والذكاء الاصطناعي، يتم تحويل الصور إلى إشارات تُعيد للدماغ الإحساس بالرؤية، وإن كان بشكل جزئي ومركز على الرؤية المركزية.