
تتزين المائدة الموريتانية في رمضان بأطباق مختلفة ومتنوعة من النكهات، ورغم ما تفرضه الحياة العصرية، لاتزال النساء يحرصن على إعداد الأطباق والأكلات التقليدية، ومنها الطاجين، المذق أو الزريك، الأتاي، السوب، البنافه، الفلكة، التيشطار.
تقول مريم أحمد المختار، كانت مائدة الإفطار الرمضاني في المجتمع الموريتاني في العقود الماضية بسيطة، تتكون من شراب الزريق (لبن رائب ممزوج بالماء يضاف له السكر، وقد يكون خاثراً أو خفيفاً بحسب الرغبة)، و(المذق)، التمر أو البلح، والنشا أو كما تسميه العرب قديماً (السخينة) وهو حساء معد من الذرة الدخن أو الذرة البيضاء أو الحنطة أو القمح أو الشعير، ويشربونه سادة أو بإضافة الحليب أو الزبدة أو زيت الزيتون، بالإضافة إلى الأتاي أو الشاي الأخضر المضاف له السكر، ويُقدم للمرء ثلاث كؤوس صغيرة على ثلاث دفعات بين كل منها حوالي نصف ساعة.
أما الطاجين فهو وجبة خفيفة تكون إما من اللحم المطبوخ أو المشوي، أو التيشطار والودك، وهو لحم يشطّر على شكل سيور قصيرة ويوضع على حبل ويترك أياماً حتى يجف تماماً، ثم يوضع في وعاء حافظ من جلد، وقد يطحن فيصبح قديداً، ويكون جاهزاً للاستعمال، ويقدم وَدك سنام الإبل مع التيشطار في الغالب، ويُصنع الطاجين من (لكسور) وهي عجينة من القمح مشوية تؤدم بالزيت والحليب والسكر، ويكون بالمكسرات.
وتذكر مريم أحمد المختار أن المائدة الموريتانية أصبحت واسعة ومشكلة تجمع أصناف وأطباق من السفرات العربية والعالمية، من شوربات ومعجنات وفطائر وحلويات ومحاشي وفواكه، إلى جانب بعض تلك العناصر التقليدية المذكورة آنفاً، وذلك بعد ظهور الفضائيات في تسعينات القرن الماضي، وتمدد العولمة إلى الفضاء الثقافي الاجتماعي الموريتاني، حيث صارت مائدة رمضان اليوم في موريتانيا عامرة بكل شيء، وبها العديد من الوصفات والوجبات الجديدة، ومن أهمها:
- السوب: وهي شوربة الخضار واللحم مع منكهات بقولية، ومن دون بهار في الغالب.
- بنافه: طاجين مطبوخ من اللحم والبطاطا والبصل، يقدم مع الخبز الفرنسي.
- الفلكة: وهي من لحم فقار الإبل خاصة، يضاف له حبات من البصل فقط وقليل من الملح، ويقلى من دون ماء في الغالب، لأنه سريع النضج، ويقدم مع الخبز الفرنسي.
- كما أصبح التمر يقدم مع القشطة أو الزبدة، والشاي بالنعناع.
- ومن المشروبات، هناك شراب الكردي والتبلدي.